Thursday, 29 December 2016

سلطنة عمان






يجهل الكثير الشق الحضاري لسلطنة عمان،ومن يعرف عنها لا يعرف عنها حقيقة المعرفة،ولا استغرب أن الكثير من أبناء سلطنة عمان يجهلون الكنوز الثقافية للسلطنة لانها بحاجة الى متخصصين.
ولعل الكثير يجهل ان الحضارة الفينيقية التي بنت صرحها في بلاد الشام انما هم بالاصل من سلطنة عمان وبالتحديد من مدينة صور العمانية،ولما ابحروا نظروا الى تلك البقعة من الارض وهم يقتربون منها فذكرتهم بمدينتهم صور فأطلقوا عليها اسم صور التي تحتضنها الرمال اللبنانية>
ان شعار الحضارة الفينيقية هو النخلة كما ان الكتابات على الجبال في جنوب سلطنة عمان انما هي اللغة نفسها التي استخدمها الفينيقيين.

أصل التسمية
عُرفت عُمان في المراحل التاريخية المختلفة بأكثر من اسم ومن أبرز أسمائها (مجان) و(مزون) و(عُمان) حيث يرتبط كل منها ببعد حضاري أو تاريخي محدد. فاسم (مجان) إرتبط بما إشتهرت به من صناعة السفن وصهر النحاس حسب لغة السومريين حيث كانت تربطهم بعُمان صلات تجارية وبحرية عديدة وكان السومريون يطلقون عليها في لوحاتهم (أرض مجان). أما اسم (مزون) فإنه إرتبط بوفرة الموارد المائية في عُمان في فترات تاريخية سابقة وذلك بالقياس إلى البلدان العربية المجاورة لها وكلمة (مزون) مشتقة من كلمة (المزن) وهي السحاب ذو الماء الغزير المتدفق ولعل هذا يفسر قيام وإزدهار الزراعة في عُمان منذ القدم وما صاحبها من حضارة أيضاً وبالنسبة لاسم (عُمان) فإنه ورد في هجرة القبائل العربية من مكان يطلق عليه عُمان في اليمن، كما قيل إنها سميت بعُمان نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وقيل كذلك أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم وكانت عُمان في القديم موطناً للقبائل العربية التي قدمت إليها وسكن بعضها السهول وأشتغلت بالزراعة والصيد وإستقر البعض الآخر في المناطق الداخلية والصحراوية وأشتغلت بالرعي وتربية الماشية.

إختلفت الآراء في أصل تسمية عُمان فالبعض يرجعه إلى قبيلة عُمان القحطانية والبعض يأخذه من معنى الإستقرار والإقامة، فيقول ابن الإعرابي: العمن أي المقيمون في مكان، يقال رجل عامن وعمون ومنه إشتقت كلمة عُمان ويستطرد فيقول: أعمن الرجل أي دام على المقام بعُمان أما الزجاجي فيقول: أن عُمان سميت باسم عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام، بينما يذكر ابن الكلبي: أنها سميت باسم عُمان بن سبأ بن يغثان بن إبراهيم خليل الرحمن لأنه هو الذي بنى مدينة عُمان. أما شيخ الربوة فيقول: أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى عُمان بن لوط النبي عليه السلام.

وقيل أن الأزد سمت عُمان (عُمانا) لأن منازلهم كانت على واد لهم بمأرب يقال له عُمان فشبهوها به ومن أقدم المؤرخين الرومان الذين ذكروا عُمان بهذا الاسم يلينوس الذي عاش في القرن الأول للميلاد 23 م – 79 م فقد ورد في كتاباته اسم مدينة تسمى عُمانه (OMANA) وكذلك ورد هذا الاسم عند بطليموس الذي عاش في القرن الثاني للميلاد ويظن جروهمان أن عُمانه المذكورة عند هذين المؤرخين هي صحار التي كانت تعد المركز الاقتصادي الأكثر أهمية في المنطقة في العصر الكلاسيكي وقد عرفت عُمان بأسماء أخرى فقد أطلق عليها السومريون ودول بلاد ما بين النهرين اسم (مجان) ربما نسبة إلى صناعة السفن التي تشتهر بها عُمان، حيث ورد في النقوش المسمارية بأن مجان تعني هيكل السفينة كما سماها الفرس باسم (مزون) وورد اسم عُمان في المصادر العربية على أنها إقليم مستقل.

في جنوب سلطنة عُمان تقع مدينة تعرف بظفار ويعود تسميتها إلى عصور قديمة فقد ورد ذكر ظفار في أحاديث روتها أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضى الله عنهما وتم اكتشاف موقع أثري في عام 2011م يحتوي على أكثر من 100 قطعة من الأدوات الحجرية وكذلك تم اكتشاف مواقع أثرية كالبليد وسمهرم وهو موقع أثري مشهور حيث كانت السفن تنقل اللبان الظفاري منه إلى جميع أنحاء العالم وقد ورد ذكر ظفار في المنحوتات الفرعونية زمن الملكة حتشبسوت فقد كان ينقل إليها اللبان الظفاري ليتم حرقة في المعابد الفرعونية.
في مدينة عبري، هو أقدم المستوطنات البشرية المعروفة في المنطقة، التي يعود تاريخها ما يصل إلى 8000 عام إلى أواخر العصر الحجري تم اكتشاف.[15] البقايا الأثرية هنا من العصر الحجري والعصر البرونزي. وشملت النتائج الأدوات الحجرية، عظام الحيوانات وقذائف ومداخن النار، مع تاريخها في وقت لاحق إلى 7615 عام قبل الميلاد والتي تشير إلى أقدم علامات الإستيطان البشري في المنطقة وتشمل اكتشافات أخرى مثل الفخار مصبوب اليد والتي تحمل علامات ما قبل العصر البرونزي المميزة وينفذ الصوان الثقيلة وآثار أدوات ومكاشط.

على جبل صخرة وجه في نفس المنطقة، تم اكتشاف لوحات الكهف كما تم العثور على رسومات مماثلة في مناطق وادي السحتن في ولاية الرستاق ووادي بني خروص في ولاية العوابي. فهي تتألف من شخصيات البشر تحمل أسلحة ويجري التي تواجهها الحيوانات البرية وسيوان في هيما هو موقع محلي آخر يعود للعصر الحجري حيث وجد علماء الآثار النصال والسكاكين والأزاميل والأحجار الدائرية والتي قد تكون استخدمت لإصطياد الحيوانات البرية.

مملكة مجان
لقد حطت في عُمان رحال الكثير من البحارة والجغرافيين والمؤرخين وكتبوا عنها وعن سماتها الديموغرافية والجغرافية، على أن تلك النصوص التاريخية تحيل الباحث تلقائياً إلى رسم المعالم الحدودية لعُمان في شكلها السياسي على وجه الخصوص كما هو الحال عند أي نص تاريخي مماثل لبلد آخر، ذلك أن الجغرافيا السياسية للبلدان لم تكن على مر التاريخ جامدة بل ظلت متحركة وخاضعة للعديد من المتغيرات والعوامل، كالعامل الزمني والعامل السياسي والعامل الاقتصادي والعامل الطبيعي والعامل الديموغرافي وهذا الأخير إنما تتشكل ملامحه هو الآخر بحسب المحددات والمؤثرات ذات البعد الإنساني وأهمها الإرتحال طلباً للرزق والعيش والإستقرار، لذلك فإن عُمان كانت واحة آمنة لموجات الهجرة العربية الأولى وبالأخص بعد إنهيار سد مأرب وخروج معظم القبائل العربية إلى أطراف الأرض حيث كان إنهيار السد العظيم علامة فارقة في تاريخ الأمة العربية وإنعطافة حادة للمسار التاريخي العربي، فكان لعُمان نصيب من ذلك.

كما كانت عُمان أرضاً خصبة لحراثة الكثير من الرحالة جهابذة التاريخ الذين لمعت أسماؤهم على صفحات التاريخ الإنساني من العرب والعجم وقد تركوا للإنسانية الكثير من الانتاج التأريخي الذي يمكن أن يعد بلغة العصر قاعدة بيانات ذات قيمة علمية عالية.

يعود تاريخ عُمان إلى 8000 قبل الميلاد، بينما تشير بعض الحفريات والقطع الأثرية إلى وجود نشاط لمستوطنات بشرية عاشت في عُمان في عصور مبكرة ترجع إلى 10000 قبل الميلاد وقد عزز ذلك اكتشاف العديد من القطع الحجرية والآثار القديمة التي تشير إلى وجود أنشطة تعدينية وملاحية تتماثل في تقنياتها بين شرق عُمان وغربها، فضلاً عن تماثل التصاميم الخاصة بالمقابر في أقاليم جغرافية مختلفة تشير إلى أنها نتاج حضارة واحدة وقد عُرفت عُمان عبر تلك السلاسل الزمنية الطويلة بعدة تسميات فقد أطلق عليها السومريون ودول بلاد ما بين النهرين اسم مملكة مجان (عُمان) لشهرتها في إنتاج النحاس باعتبارها أرض النحاس وذلك في تطابق دلالي مع اللفظ السومري MAGAN الذي يعني (أرض النحاس) أو (أرض الصخور والحجارة) في إشارة مطابقة إلى الطبيعة الجغرافية الصخرية لعُمان بخلاف الأراضي الصبخة والسهلة التي لا تستقيم دلالة اللفظ عليها، إلى جانب حرفة صناعة السفن التي ظلت شهرة العُمانيين بها تاريخياً واسعة النطاق وظهر هذا الاسم " مجان " في نقوشهم المسمارية باعتبارها معاصرة لمملكة دلمون (البحرين) في شكلها السياسي القديم وحضارة ملوخا الواسعة التي تشير العديد من المصادر التاريخية إلى أنها تبدأ من السواحل الغربية للقارة الهندية كما يشير بعضها إلى منطقة رأس الحد بالسواحل الشرقية العُمانية.

كذلك يشير بعضها الآخر إلى كونها منطقة أثيوبية بالقارة الأفريقية ومجان (أي عُمان) مملكة ذات حضارة واسعة وذات شهرة عالمية كبيرة لصلاتها وأنشطتها التجارية والزراعية والبحرية لذلك فهي تتجاوز النطاق الجغرافي العُماني في شكله السياسي الحالي لوجود شواهد أثرية وتاريخية عديدة تؤكد وجود إمتداد حضاري لمملكة مجان يبدأ من أراضي جزيرة مصيرة ورأس الجنز في الشرق العُماني ليشمل أجزاء من الساحل العُماني أو عُمان المتهادنة أو ساحل عُمان (دولة الإمارات العربية المتحدة حديثاً) قديماً قبل إنفصال الساحل المذكور عن الشمال العُماني من ناهيك عن ورود اسم مجان في النقوش السومرية ليشمل الخليج العربي حالياً من تلك الشواهد تماثل تصاميم المدافن والأسوار والتحصينات العسكرية وأشكال العمارة والتي أدرج بعضها ضمن قائمة التراث العالمي منها على سبيل المثال موقع بات بولاية عبري وحصن بهلاء بالمنطقة الداخلية ثم مثل ذلك موقع سمد الشان بولاية المضيبي إلى جانب تماثل بعض الفخاريات والأواني وأدوات الزراعة والحراثة لتمتع المنطقة العُمانية بموارد مائية عديدة وأنظمة ري دفعت بالعُمانيين إلى الإشتغال بالزراعة وهذا بخلاف المناطق الساحلية والصبخة المعادية للحياة عموماً إلى جانب وجود قطع أثرية أخرى عديدة تعكس سلطة الطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقة التي دفعت بسكانها لعُمانيين إلى إحتراف تلك الصناعات وبالتالي الحاجة إلى أدواتها وآلياتها فضلاً عن أن مظاهر تلك الممارسات الحياتية إنما هي في الحقيقة سمات مجتمع موحد نمطياً تربط أطرافه روابط اجتماعية واقتصادية وسياسية واحدة متصلة بالمركز السياسي لمجان.

العصور الحجرية القديمة
تعود بداية حضارة الإنسان في عُمان إالى الألفية الثامنة قبل الميلاد وفيها صنع الإنسان العُماني أدواته من الحجر العادي وهناك آثار ونقوش في عُمان ترجع إلى هذا العصر. وتتعدد تلك النقوش في عُمان ما بين الحفر على الصخر في شمال عُمان إلى استخدام الألوان في جنوبها في ظفار وتبدو في تلك النقوش صور بشرية وحيوانات برية، كما عثرت البعثات الاثرية في عُمان على أدوات عديدة تنتمي إلى هذا العصر مثل الفؤوس وأدوات الصيد وهياكل عظمية لحيوات برية وأدوات حجرية ونقوش في ظفار وسيوان (هيما).

العصر الحجري

ملف:مدفن من رأس خبة بجعلان بني بو علي.
مدفن من رأس الخبة في جعلان بني بو علي يعود لنهاية الألف الخامسة قبل الميلاد، عُمان

تمكن الإنسان العُماني في هذا العصر الوسيط من إستثمار الموارد الطبيعية المتاحة، فشكل ‏أدوات مفيدة من حجر الصوان أشتملت على الفؤوس والمكاشط والمدقات، كما بدأت الخطوات ‏الأولى نحو صناعة الفخار وتميزت مواقع عُمان المكتشفة والتي تنتمي إلى هذا العصر بوجود ‏نظم جديدة في بناء المقابر وعمليات الدفن وأدوات تدل على جوانب عقائدية تصور الحياة في ‏العالم الآخر.‏

العصر الحجري الحديث
بدأ الإنسان العُماني بصناعة أدواته من حجر الصوان الشديد ‏الصلابة، الأمر الذي يحتاج إلى أدوات وتقنية متقدمة، كما ظهرت الأواني الفخارية والرحى ‏لطحن الحبوب، وتعد الرحى أهم إنجازات الإنسان في هذا العصر.

أهم المكتشفات الأثرية من العصور القديمة
وفي عُمان تم اكتشاف العديد من مواقع التجمعات البشرية والمستوطنات الكبيرة على السواحل ‏و في الأودية وعلى سفوح الجبال وعُثر على عظام الحيوانات مثل الأبقار والظباء والجمال ‏و تعد آثار رأس الحمراء بمسقط أهمها على الإطلاق، كما تشير محتويات موقع حفيت الأثري وآثار بات ‏على الوضع الحضاري لتلك العصور في عُمان، ومن أبرز المواقع التي عُثر فيها على شواهد ‏أثرية (مستوطنة الوطية) بمحافظة مسقط يرجع تاريخها إلى الألف العاشرة قبل الميلاد، عثر بها على مخلفات أثرية أشتملت على أدوات ‏حجرية وقطع من الفخار، كما عُثر على مواقد للنار وبعض الأدوات الصوانية الحادة والمسننة ‏على شكل مكاشط وأنصال وسهام، وبعض النقوش الصخرية التي تعبر عن أساليب الصيد وطرق ‏مقاومة الحيوانات المفترسة.‏

التاريخ القديم
مقبرة في منطقة بات (ولاية عبري)، عُمان، وهو موقع التراث العالمي


 وادي شاب (ولاية صور)، عُمان 2004م
عُمان تملك تاريخاً قديماً لدول مستمرة ولكن أجزاء من سلطنة عُمان اليوم شكلت محطات تجارية في التاريخ القديم[16] ظهرت مجان في النصوص السومرية من بلاد الرافدين ويُعتقد أنها المنطقة من شمال سلطنة عُمان وتشمل دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم[17] كانت المنطقة مرتبطة بالنحاس والتي كانت عنصراً مهما لحضارات بلاد الرافدين القديمة.

إختفت مجان عقب سقوط سلالة أور الثالثة في العراق في العام 2000 قبل الميلاد[18] سيطرت الإمبراطورية الأخمينية الفارسية على المنطقة بقيادة كورش الكبير في القرن السادس قبل الميلاد[19] فيما كانت ظفار، مرتبطة بالممالك العربية الجنوبية القديمة[20] لعُمان ثلاث مسميات قديمة وهي مجان ومزون وعُمان، حيث يعني الأول (مجان) أرض النحاس في الكتب السومرية ويعود ذلك لإشتهار عُمان قديماً بتصنيع النحاس وصهره وتجارته مع الحضارات الأخرى أما مزون فيأتي من (مزن) وتعني الغيمة الماطرة ويدل ذلك على وفرة المياة قديماً في عُمان في حين أن اسم عُمان قيل أنه نسبة إلى عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام ويقال أيضاً أنه نسبة لمنطقة في اليمن تسمى عُمان وأخذ هذا الاسم إلى عُمان (البلاد) المهاجرون بعد إنهيار سد مأرب باليمن.

عُمان في النصوص المسمارية

موقع شنة بولاية القابل في محافظة الشرقية لحيوان الوعل أو الطهر العربي، عُمان

من الحقائق التاريخية أن عُمان كانت لها علاقات تجارية ببقية مدن الخليج العربي قبل ‏أن يتكون القسم الجنوبي من العراق في حدود 5000 عام قبل الميلاد وأن سفناً عُمانية ‏كانت تأتي إلى المدن العراقية القديمة وعندما بدأ يتكون هذا القسم وبدأت قراه الزراعية ‏تتحول تدريجياً إلى مدن برزت حاجته إلى الأحجار والنحاس والاحجار الكريمة لذلك ‏بدأت سفن (مجان) تأتي بتجارتها إلى المدن العراقية لبيعها هناك ولهذا السبب فقد سمح ‏حكام جنوب العراق لسفن (ملوخا) و(مجان) و(دلمون) بأن ترسو في موانئهم وتشير ‏النصوص المسمارية إلى أن مدناً عُمانية كان لها الباع الطويل في العلاقات التجارية ‏بين العراق وبقية مدن الخليج العربي قبل ظهور النشاط البحري للسومريين ومن أهم هذه المدن ‏‏:
ملوخا: إن اسم ملوخا في النصوص المسمارية يعني المواد كثيرة النقاوة وهذه التسمية تنسجم ‏إلى حد كبير مع نوعية المواد التجارية التي إستوردها سكان بلاد وادي الرافدين من ‏مدينة ملوخا وهي الأسم القديم لمنطقة رأس الحد حيث ذكر الملك سرجون الأكادي بأنه ‏قد إستورد من ملوخا خشب الساج وحجر المرمر كما ذكر الأمير كوديا 2124‏‏ / 2144 قبل الميلاد بأنه قد إستورد من ملوخا الأحجار الكريمة والملابس وحجر الأزورد ‏و معدن النحاس والزنك والذهب وهذه المواد تتميز بالصفاء والنقاء والجودة لذلك سميت ‏هذه المدينة ملوخا أي المواد كثيرة النقاوة.‏ وتؤكد الدراسات المسماريةالقديمة أن حجر الأزورد كان ولا يزال موجوداً في ‏أفغانستان وأن العراقيين لم يستوردوا هذا الحجر بأنفسهم وإنما من خلال ملوخا والتي ‏كان يعمل تجارها كوسطاء لتزويد العراق بهذا النوع من الحجر.‏
مجان: أجمع المتخصصون في الدراسات المسمارية القديمة أن الاسم الحديث لمجان القديمة ‏هو عُمان وأن تجار بلاد وادي الرافدين قد إستوردوا من مجان حجر الدايوريت وأن ‏السفن العُمانية كانت تجلب هذا الحجر بطلب من التجار العراقيين منذ عام 2284‏‏ / 2340 قبل الميلاد وقد فضله العراقيون على الذهب حيث صنعوا منه الأختام ‏الأسطوانية والأوزان بسبب صلابته الشديدة وندرته في العراق لكي يسدوا الطريق ‏أمام المتلاعبين بالأوزان والأختام، إضافة إلى ذلك فقط قام تجار ملوخا بتوريد ‏الأخشاب إلى العراق حيث يتخارون الأنواع الجيدة وينقلونها من الهند إلى العراق ‏و إن العلامات المسمارية التي كتبت بها مدينة مجان قد أكدت شهرة المدينة بصناعة ‏السفن التجارية لأن إسمها كان يكتب بالعلامتين (ما) التي تعني سفينة و(جان) ‏و تعني هيكل وبذلك يكون معنى الاسم كاملاً هو (هيكل السفينة) ومما يضاعف من ‏هذا الاعتقاد هو إن عُمان خلال الفترة العباسية وحتى أوائل القرن 19 ‏كانت مشهورة بصناعة السفن وبناء على هذه الحقائق يمكننا القون بأن (مجان) ‏هي التي كانت تزود دلمون (البحرين) بالسفن وتزود غيرها من المراكز التجارية ‏في الخليج العربي خلال العصور القديمة.‏
جوبن: ‏ لقد ورد في كتابات الحاكم كوديا 2284‏‏ / 2340 قبل الميلاد اسم مدينة جوبن مباشرة بعد ‏مدينة ملوخا ومجان وذكر بأنها موطن شجر الخالوب (البلوط) وهذا النوع من ‏الأخشاب كان يستورد من مجان لذلك فقد حدد علماء الدراسات المسارية موقع ‏مدينة جوبن في منطقة الجبل الأخضر لأن هذه المنطقة هي المنطقة الوحيدة في ‏جنوب شرق الجزيرة العربية التي تمتلك أشجار يحتاج العراق إلى أخشابها علماً بأن ‏اسم هذه المدينة لم يذكر في المصادر المسمارية التي سبقت فترة حكم الأمير كوديا ‏لذلك فمن المرجح أن هذه المدينة قد بدأت تلعب دورها التجاري في الربع الأخير ‏من الألف الثالثة قبل الميلاد وقبل هذا التاريخ كانت مجان تقوم بمهمة تصدير ‏أخشابها وتؤكد الدراسات المسمارية أن تجارة الخليج العربي في العصور القديمة كانت ‏قاصرة على عُمان والعراق أما بقية المدن الأخرى فقد كانت بمثابة محطات لرسو ‏السفن فقط.‏

عُمان قديماً
تعتبر عُمان من أعرق البلدان في العالم وهي ركن من أركان المهد العربي الأول سكنتها قبائل العرب منذ قديم الزمان فطسم وجديس سكنوا منطقتي الجو (البريمي حالياً) وتوام (اليوم جزءاً من الإمارات، تابعة لعُمان سابقاً) ومازن بن الأزد سكنوا شمال عُمان (ساحل عُمان أو الشاطئ المهادن والإمارات المتصالحة كما تسميه دوائر الاستعمار أو الإمارات العربية المتحدة) وقبائل سكنت الداخلية ومن سلالتهم بني ريام التي تسكن في الجبل الأخضر وبنو حديد وقبائل قضاعة وقبيلة بني تميم وسكنت قبيلة عبد القيس في منطقة جعلان، وسكنت قبيلة مضر مدينة دبا بالساحل وهي التي أنشأت مدينة مسندم وإتخذت من بعد مخزنا كبيراً للسفن والبضائع والوقود وقد أقام يعرب بن قحطان ولايات في شبه الجزيرة العربية فكانت عُمان إحدى هذه الولايات التي عهد بحكمها إلى أحد إخوانه بالإضافة إلى حضرموت وإنفصلت عُمان عن الحكومة المركزية في عهد يشجب ولكنها عادت في عهد حمير بن عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان الذي إمتد حكمه من الجنوب الشرقي بالجزيرة إلى اليمن وعين ولده مالك حاكماً على عُمان فإستقل بملكها بعد وفاة أبيه، ولكن أخاه وائل حاول إسترجاعها فلم ينجح.

عُمان والفرس
كانت لعُمان صلات قديمة بالعالم القديم، فقد إشتهر العُمانيون بالملاحة وإتصلوا مع آسيا وأفريقيا منذ زمن بعيد وكان لهذا الاتصال مع أفريقيا وآسيا آثاره الإيجابية كما كانت له بعض الآثار السلبية. فإنفتاح عُمان أمام تلك البلاد جعل حكام تلك الأقطار يعرفون مناطق الضعف والقوة فيها. فقد إستطاع الفرس حكم عُمان من عام 120 قبل الميلاد حتى عام 120م وهو عام حدث فيه أحد إنهيارات سد مأرب حيث تفرقت القبائل العربية من اليمن واتجه بعضها فحرر عمان من حكم الفرس وغير إسمها من جديد من مزون (السحابة الممطرة) كما كان يسميها الفرس إلى إسمها القديم عُمان نسبة إلى كل من عُمان بن إبراهيم الخليل عليه السلام وعُمان بن سبأ بن يخثان بن إبراهيم خليل الرحمن الذي قيل إنه أول من بنى مدينة في عُمان.

سار مالك بن فهم الأزدي إلى عُمان على رأس ستة آلاف من الجنود وإتصل بالفرس الذين كانوا قد بسطوا سلطانهم على عُمان من ريسوت في الجنوب (ظفار) إلى قلهات على ساحل المنطقة الشرقية (صور). جاء مالك إلى عُمان ليستقر بها ولما عارض الفرس ذلك إستعد الجانبان للقتال. وبعد قتال عنيف توصل مالك ـ بعد أن هزم الفرس ـ إلى إتفاق معهم يقضي بأن يرحلوا من البلاد خلال عام من ذلك التاريخ. وبدلاً من أن يبدأوا في الخروج طلبوا إمدادات من فارس فوصلتهم وإستعدوا لحرب مالك بن فهم وأتباعه مرة أخرى ودار بين الجانبين قتال شديد إنتهى بإنتصار مالك ولجأ كثير من الفرس إلى سفنهم وأبحروا بها لبلادهم. فإستولى مالك على عُمان وغنم جميع الأموال والممتلكات التي خلّفها الفرس وتذكر المراجع التاريخية أن مالكاً قد أحسن إلى الأسرى من الفرس فكساهم وزودهم وأوصلهم بالسفن إلى بلادهم وأصبح حاكماً على عُمان وما جاورها من الأطراف وساسها سياسة حسنة. كثرت هجرات العرب إلى عُمان وكثر عددهم فيها وإنتقل بعضهم من عُمان إلى البحرين ولم يكن هناك سلطان ولا ملك قوي في كل تلك المنطقة إلا مالك بن زهير ومن حُسن تصرف مالك بن فهم أنه أقام معه علاقات ودية وتزوج إبنته وطلب أبوها أن يكون لأبنائها منه التقديم على سائر الأبناء من غيرها ووافق مالك بن فهم على ذلك. وحكم مالك بن فهم الأزدي عُمان سبعين عام وخلفه أبناؤه ونازع الفرس أحفاده في الملك قبل الإسلام، إلى أن آل الأمر إلى آل الجلندى اللذين ظلا يحكمان عُمان حتى ظهور الإسلام.

عُمان والحضارة
عُرفت عُمان بين البلدان العريقة في القدم وأدت دوراً حضارياً ما يزال في حاجة إلى اكتشاف تفاصيله وإذا ما قدر لهذه البلاد أن يؤمها علماء الآثار فسيجدون بكثير من مدنها ما يدل على عراقتها وما يكشف عن حقائق غامضة من تاريخ شبه الجزيرة العربية. فقد كان للعُمانيين تاريخ بحري بالمحيط الهندي من قديم الزمان ودليل ذلك سفنهم المتنقلة بين الهند وموانئ الخليج، فعرفوا بين الشعوب من البصرة إلى سواحل الهند ونقلوا معالم الحضارة من الهند والبصرة وكلمة " من " المستعملة اليوم للوزن في عُمان وموانئ الخليج العربي والهند أصلها من أكد وبابل، فقد عُرفت في هذه الجهات منذ 5000 عام فكما نقل اليونان الحضارة إلى الغرب. كان العُمانيين رسل الحضارة بين الهند والعراق ويمتازون عن اليونان بسبقهم في معرفة طرق البحار ومواسم الملاحة. وطبقاً لاكتشافات البعثة الدنماركية التي تنقب عن الآثار في دولة الكويت ومملكة البحرين سعياً لاكتشاف منطقة دلمون المعروفة بإزدهار حضارتها ومشاركتها في نشر الحضارة بين الهند والعراق. وصلت هذه البعثة إلى البحرين عام 1953م موفدة من متحف ما قبل التاريخ (أروسا) لتنقب عن الآثار وقد إنشغلت هذه البعثة بدراسة العصر الدلموني المعروف بتميزه بحضاره مستقلة عن الحضارة التي كانت قائمة في السند وبلاد بين النهرين، وفقت البعثة في اكتشافها إلى زمن يبدأ عام 3000 قبل الميلادو هو الزمن الالذي تبدأ به أيضاً حضارة دلمون. وفي عام 1959م أصبح المستر بيبي رئيس البعثة أكثر اعتقاداً بأن تلك الحضارة الكبيرة قد في الخليج العربي، فصرح عند عودته إلى الدنمارك " إنه إذا صح أن جبال مسقط عُرفت بجبال مقنيات فإنه مما لا شك فيه أن دلمون هي البحرين " والواقع أن اسم مقنيات يطلق على مدينة بعُمان تقع على مشارف الربع الخالي بمنطقة الظاهرة وأن دلما جزيرة في الخليج العربي. ومهما كان الحال حول موقع منطقة دلمون فأنه مما لا جدل فيه أن الخليج العربي مركز هذه المنطقة وأن العُُمانيون قد ساهموا مساهمة فعالة في بناء حضارتها وإذا ما إستطاعت اكتشافات هذه البعثة أإن تلقي الأضواء على مكانة عُمان في نقل الحضارة فنرجوا أن تتاح لها الفرصة لزيارة عُمان فلعلها تحصل على ما ينير لها الطريق في مهمتها. وعدا هذا فإن الفينيقيون المعروف دورهم في الحضارة لهم في عُمان دلائل تنبئ عن علاقتهم بها فمدينة صور المسماه أيضاً نيركوس (Nearchus) من أقدم المدن العُمانية وما زال أهلها يمتهنون التجارة وابحر ويملكون السفن ينتقلون بها بين البصرة وسواحل أفريقيا الشرقية والهند. وقد أخذ الفينيقيون إسمهم من الاسم المعروف للخليج العربي في القدم وهو البحر الأحمر وفين بالفينيقية معناها الأحمر وفي البحرين أيضاً دلائل تدل على أن هؤلاء القوم من الخليج ومنها قريتا عالي وجبيل اللتين سموا بإسميهما مدينتين لهم في لبنان. وعندما إنبثق نور الإسلام شارك العُُمانيون في إزدهاره فزودوا جيوش الفتح بكثير من رجالهم في معركة القادسية خاصة وظهر منهم القائد المعروف المهلب بن أبي صفرة وكانت عُمان مأوى لكل ما إزدهرلات به البصرة من علم وأدب، فهاجر إليها الكثير من رجالبها وتلقى كثير من العُُمانيون العلم على يد علمائها ومن أولئك الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو من أحفاد الفراهيد بن مالك بن فهم وابن دريد وجابر بن زيد. لالعُُمانيون دور كبير في نشر الحضارة الأفريقية الشرقية، فقد ألفوا الهجرة إليها منذ القديم وأقرب مدلول على عراقة الهجرة العُمانيةإلى أفريقيا هو إلتجاء سليمان وسعيد إبني عباد بن عبد حاكمي عُمان إليها هرباً من بطش الحجاج بن يوسف الثقفي، فلو لم يكن لهما هنالك رهط وقبيل لما خرجا إليها ولذلك فعندما إدعى الأوروبيون اكتشاف أنهر أفريقيا أجزائها النائية. كان العُُمانيون هم رواد هذه الاكتشافات وحسبنا أن نذكر الرحالة العربي العُماني أحمد بن ماجد صاحب المؤلفات عن طرق البحار وسليل رأس الخيمة (ساحل عُمان) ودليل فاسكو دا غاما إلى الهند وتوغل العُُمانيون في الكونغو ورواندا وبوروندي وكينيا. وما تزال آثار دولتهم العربية في زنجبار وجاليتهم المنتشرة في هذه البلدان تقف دليلاً على أثر العُُمانيون الكبير في دفع أفريقيا الشرقية إلى ركب الحضارة.

عُمان قبل الإسلام
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام في عمان

منذ عصر النهضة العُمانية المعاصرة بدأت البعثات العلمية للتنقيب عن الآثار تمارس ‏عملها وتوصلت إلى نتائج علمية على درجة كيبرة من الأهمية لعل من أهمها اكتشاف ‏مجتمعات عمرانية وجدت على الساحل العُماني الشرقي والغربي ترجع إلى الألفية ‏السادسة قبل الميلاد وكشف النقاب عن مجتمعات أخرى في موقع القرم بمسقط تعود إلى ‏الألفية ‏الخامسة قبل الميلاد حيث عثر على مقابر وبقايا أطعمة وأمتعة شخصية تشير إلى ‏أن سكان هذا الموقع كانوا يمارسون حرفة الصيد بينما إحترف بعضهم مهنة قنص ‏الغزلان من الوديان في المناطق الداخلية من عُمان وعثر على حلي للرجال والنساء بما ‏يؤكد بلوغ درحة ما من التقدم التقني والحضاري.‏

وقد كشفت التقارير العلمية التي نشرت عام 1987م عن محطة التنقيبات الأثرية التي ‏أجريت في المنطقة الوسطى من الباطنة لتؤكد وجود مجتمعات قديمة لها نشاطها ‏الاقتصادي والسياسي المنظم ولها علاقاتها الخارجية مع العديد من الدول الأخرى، ففي ‏دراسة نشرها كل من الباحث الإيطالي باولو كوستا، البروفسور البريطاني جون سي ويلكنسون حلو منطقة صحار قدم المؤلفان ‏معلومات وافية عن المجتمعات التعدينية والزراعية والتجارية للمنطقة التي ترجع ‏أصولها التاريخية إلى مراحل بعيدة من العصور القديمة إمتدت إلى العصور الإسلامية ‏‏.‏

كما قدم الباحثان (كوستا وويلكنسون) تقريراً علمياً دقيقاً يؤكد وجود مناطق تعدينية ‏لاستخراج النحاس خلف المنطقة الزراعية بنحو 25 كيلو متراً على سفح جبال الحجر ‏الغربي ودل العثور على آثار حجرية في المنطقة بما يؤكد قيام مجتمعات صغيرة في ‏مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد وقد أكدت الدراسة إستمرار إستغلال هذه المناجم إلى ‏العصور الإسلامية.‏

كذلك أكدت الدراسات البحثية التي أجريت في العراق عن استخدام النحاس منذ القرن ‏الرابع قبل الميلاد وأضافت هذه الدراسات إنه كان ينقل من عُمان عن طريق الرحلات ‏البحرية في الخليج.‏

ومنذ منتصف الألفية الثانية أخذ استخدام الحديد ينتشر بصورة متزايدة ‏و بخاصة في صناعة الأسلحة مما قلل من أهمية الطلب على النحاس وشيوع مواد ‏تجارية جديدة مثل اللبان والأفاوية والجمال والخيول، لذا فقد أخذت التجارة العُمانية ‏تتجه في معظمها صوب الغرب والشمال لتحدد مع تجارة قوافل جنوب الجزيرة العربية ‏الواسعة فيما عرف بطريق البخور.‏

لقد تضاعفت أهمية تجارة عُمان منذ الألفية الأولى قبل الميلاد بسبب مقدرة العُمانيون ‏على توفير سلع أجنبية للأسواق العربية مثل القرفة التي كان يستوردها العُمانيون من ‏الهند ويقومون بنقلها إلى بقية الأسواق العربية ومما يستلفت النظر إن اسم (مجان) قد ‏أصبح له مدلول جغرافي أوسع خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، حيث شمل جميع ‏الأقسام الجنوبية من الجزيرة العربية إبتداء من مضيق باب المندب وحتى مضيق هرمز ‏و عموماً فإنه مع ضعف الطلب على النحاس وجد العُمانيون بديلاً في اللبان والبخور ‏و الخيول والمنتجات الهندية والصينية ومن ثم فقد نشطت تجارة التوابل إضافة إلى ‏الحرف التقليدية التي إمتهنها العُمانيون منذ العصور التاريخية القديمة وهي الزراعة ‏و برعوا في توفير المياة من خلال الأفلاج والعيون وتقدم الدراسات الأثرية الحديثة ما ‏يؤكد مقدرة الإنسان العُماني وتفوقه في مهنة الزراعة ومهارته الشديدة في التفنن في ‏إستغلال المياة من خلال شق الأفلاج ويشير القزويني (آثار البلاد وأخبار العباد) إلى أن ‏إرم ذات العماد تقع في منطقة الأحقاف من الجزء الجنوبي الغربي من عُمان ثم يقول ‏‏(لقد أجرى الملك إليها نهراً مسافة أربعين فرسخاً تحت الأرض فظهر في المدينة ‏فأجرى من ذلك النهر السواقي في السكك والشوارع وأمر بحافتي النهر والسواقي ‏فطليت بالذهب.

هجرة قبائل الأزد إلى عُمان
بعد إنهيار سد مأرب عام 120م بدأت القبائل العربية اليمنية بالهجرة إلى كافة أنحاء الجزيرة العربية وهاجرت قبائل الأزد إلى أرض عُمان وإستطاع قائدهم مالك بن فهم الدوسي الأزدي طرد الفرس عن عُمان، فقد سار مالك بن فهم إلى عُمان على رأس ستة آلاف من الجنود وإتصل بالفرس الذين كانوا قد بسطوا سلطانهم على عُمان من ريسوت في جنوب ظفار إلى قلهات على ساحل المنطقة الشرقية صور، جاء مالك إلى عُمان ليستقر بها ولما عارض الفرس ذلك إستعد الجانبان للقتال وبعد قتال عنيف توصل مالك ـ بعد أن هزم الفرس ـ إلى إتفاق معهم يقضي بأن يرحلوا من البلاد خلال عام من ذلك التاريخ وبدلاً من أن يبدأوا في الخروج طلبوا إمدادات من فارس، فوصلتهم وأستعدوا لحرب مالك بن فهم وأتباعه مرة أخرى ودار بين الجانبين قتال شديد إنتهى بإنتصار مالك ولجأ كثير من الفرس إلى سفنهم وأبحروا بها لبلادهم، فأستولى مالك على عُمان وغنم جميع الأموال والممتلكات التي خلّفها الفرس وتذكر المراجع التاريخية أن مالكاً قد أحسن إلى الأسرى من الفرس فكساهم وزودهم وأوصلهم بالسفن إلى بلادهم وأصبح حاكماً على عُمان وما جاورها من الأطراف وساسها سياسة حسنة.

كثرت هجرات العرب إلى عُمان وكثر عددهم فيها وإنتقل بعضهم من عُمان إلى البحرين ولم يكن هناك سلطان ولا ملك قوي في كل تلك المنطقة إلا مالك بن زهير ومن حُسن تصرف مالك بن فهم أنه أقام معه علاقات ودية وتزوج ابنته وطلب أبوها أن يكون لأبنائها منه التقديم على سائر الأبناء من غيرها ووافق مالك بن فهم على ذلك وحكم مالك بن فهم عُمان سبعين سنة وخلفه أبناؤه ونازع الفرس أحفاده في الملك قبل الإسلام، إلى أن آل الأمر إلى إبني الجلندي اللذين ظلا يحكمان عُمان حتى ظهور الإسلام ولم تستطع الإمامة كسر نفوذ النبهانية فإستمروا يحكمون لعدة قرون وإنقسمت عُمان إلى منطقتي نفوذ قبلي وطائفي بين الغوافر والهناوية.

عُمان والإسلام
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: الإسلام في عمان

كان العُمانيون من بين أوائل الناس الذين دخلوا في الإسلام وعادة ما يرجع التحويل من العُمانيين إلى عمرو بن العاص الذي بعثه النبي محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم حوالي 630م لدعوة جيفر وعبد إبني الجلندى حكام عُمان في ذلك الوقت لقبول الإيمان في تقديم الإسلام أصبحت عُمان يحكمها حاكم منتخب وهو الإمام.

خلال السنوات الأولى من البعثة الإسلامية، لعبت عُمان دوراً رئيسياً في حروب الردة التي حدثت بعد وفاة النبي محمد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وأيضاً شاركوا في الفتوحات الإسلامية العظيمة براً وبحراً في العراق وبلاد فارس (إيران) وخارجها وكان الدور الأبرز في سلطنة عُمان في هذا الصدد من خلال أنشطتها التجارية والملاحة البحرية الواسعة في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية والشرق الأقصى وخاصة خلال القرن التاسع عشر عندما ساعد إدخال الإسلام إلى السواحل السواحلية ومناطق معينة من وسط أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا والصين، بعد تقديمه للإسلام كان يحكم عُمان قبل الأمويين بين (661م - 750م، 750م - 931م) والعباسيين بين (931م - 932م، 933م - 934م - 967م) والقرامطة (933م - 934م) والبويهيين بين (967م - 1053م) والسلاجقة من كرمان بين (1053م - 1154م).

إرتبط العُمانيون بأصول عربية عريقة والثابت أنه حدثت هجرة عربية كبيرة في العصور التاريخية الأولى من شمال شبه الجزيرة العربية إلى عُمان وسواحلها وذلك بسبب الجفاف في شبه الجزيرة العربية ولا يعرف بالضبط تاريخ هذه الهجرة وهل كانت هجرة كبيرة واحدة أو على دفعات وهؤلاء المهاجرون ينتسبون إلى قبائل نزار وهم العدنانيون عرب الشمال.

يستدل من المصادر العربية أن عُمان تعرضت لهجرة يمنية كثيفة العدد، منذ فجر التاريخ وأكثرها شهرة هي الهجرة التي أتت بعد إنكسار سد مأرب وتهدمه في القرن الأول الميلادي فرحلت لخم والزد عن اليمن إلى أطراف شبه جزيرة العرب فنزل بعض الأزد في الطرف الشرقي من عُمان بينما إستقر الأوس والخزرج في يثرب، أما بنو عمرو بن عامر الذي يعود نسبه إلى مازن بن الأزد فقد نزلوا بمشارف الشام. ويذكر البلاذري أن الأزد بعد خروجهم من بلادهم إنتقلوا إلى مكة المكرمة ومن هناك تفرقوا فأتت طائفة منهم عُمان وطائفة السراة وطائفة الأنبار والحيرة وطائفة الشام.

وفي الحقيقة لا يوجد تاريخ دقيق لهجرة الأزد إلى عُمان ولا تحديد ثابت لخط سير هذه الهجرة سواء عن طريق حضرموت إنطلاقاً من مأرب أو عن طريق اليمامة والبحرين إنطلاقاً من السراة (عسير) وإن كانت بعض المصادر تشير إلى أن قبيلة الأزد التي كانت تسكن مأرب في نهاية القرن الأول الميلادي هاجرت من مأرب عبر وادي حضرموت، ونزلت سيحوت في (الشحر) بقيادة مالك بن فهم الذي إنتقل بالبحر إلى (قلهات) (15 ميلاً شمال غرب صور) وقام بتحرير عُمان من الفرس خلال معارك شرسة وأصبح السيد الأول المستقل على كل عُمان.

والحق أن المواجهة بين عرب عُمان والفرس على الخليج العربي جعلت العُمانيين يحرصون على إستقلالهم وعلى الاعتزاز بعروبتهم وأصالتهم اعتزازاً كبيراً ويستكمل العُمانيين النصر على الفرس بنزولهم في أرض بلاد فارس نفسها، إذ نجح سليمة بن مالك بن فهم في إقتطاع أرض كرمان من العجم، ولم تخرج كرمان عن حكم العُمانيين إلا بعد وفاة سليمة بن مالك بن فهم وإختلاف رأي أولاده من بعده. فتغلبت الفرس عليهم وإستولوا على ملك أبيهم في كرمان وإضمحل أمرهم فتفرقوا بأرض كرمان ورجعت فرقة منهم إلى أرض عُمان.

عُمان والدولة الأموية
خلال الفتنة الكبرى بين الخليفة الرابع ومعاوية بن أبي سفيان كانت عُمان تُدار من قبل عباد بن عبد وبقيت كذلك حتى تم الأمر لمعاوية بالنظر إلى بعدها وقد اعتصم بها بعض من نجوا من معركة النهروان بين علي بن أبي طالب والخوارج ولا بد أن يكون بينهم عدد من العُُمانيون الذين حاربوا مع علي ثم عارضوه في التحكيم وعادوا إلى بلادهم بمن معهم من حزبهم فوجدوا بها ملجأ أميناً. وبقيت عُمان مستقلة عن الإدارة الإسلامية حتى عز على عبد الملك بن مروان أن تخضع له كل الأقاليم وتشذ عُمان عن ذلك فوكل أمرها إلى الحجاج بن يوسف الثقفي الذي بدأ بمطالبة أهلها بالزكاة فرفضوا، فأرسل لهم جيشاً بقيادة القاسم بن شفوه المزني عام 77 هـ نزل القاسم في قرية الجصة وتقع على ساحل البحر قرب مسقط ومنها إتجه إلى وادي حطاط فقُتل في إحدى المعارك. كان عباد قد توفى في هذه الفترة فحكم عُمان إبنه سليمان وحالمه علم الحجاج بمقتل القاسم أرسل أخاه مجاعة في جيش بلغ عدده أربعين ألفاً، دخل عُمان من البر والبحر فقسم منه جاء عن طريق الاحساء بعد أن إخترق قطر ودخل أبوظبي المشهورة الآن بالنفط وعلى أطرافها إشتبك سليمان في معركة اضطر بعدها جيش الحجاج البري على التراجع إلى راس الخيمه. وكان سعيد أخ سليمان قد إشتبك بجيش الحجاج البحري قرب بركاء ودارت بين الفريقين معركة كبيرة كان يقودها مجاعة بنفسه ولم يستطع سعيد أن يصمد فيها فتراجع متحصناً بالجبل الأخضر. أما سليمان أدرك خط السفن وكانت بعد معركة قد سيطرت على صحار وبركاء والسيب ومسقط. أختارت مسقط لتكون مقراً لها إتجه سليمان إلى هذه السفن وحرق منها سبعين سفينة واضطر بقية الأسطول إلى الهرب نحو البر والإنتظار على ثبجه ودارت على أثر ذلك بينه وبين مجاعه معركة على أبواب سمائل لم تكن حاسمة، فوجد أن الأفضل له الإلتحاق بأخيه في الجبل الأخضر وقد قام الحجاج بإرسال المدد لقائده فوصل إلى مجاعه خمسة آلاف فارس بقيادة عبد الرحمن بن سليمان، ولكن هذا المدد كان يضم رجلاً أزدياً دسه أزد البصرة على جيش لينصح سليمان وسعيد عن المقاومة ويفهمها عن قوة الحجاج وعجزهم عن مساعدتهم اذ أن الحجاج منعهم من الإلتحاق بالجيش ووضع عليهم عيوناص، فأدى الرسول المهمة وأطلعهما على الجيش المتجمع في رأس الخيمة فوجدا أن لا طاقة لهما بنيل النصر البحاسم رغم ما دلت عليه بداية المعارك فخرجا بأهلهما إلى زنجبار في أفريقيا الشرقية وماتا هنالك ودانت عُمان للخليفة عبد الملك بن مروان وإنتقم منها مجاعه والحجاج إنتقاماً بالغاً. عين الحجاج الخيار بن سبعة والياً على عُمان وعندما تولى الخلافة الوليد بن عبد الملك ولى عليها صالح بن عبد الرحمن بن قيس الليثي ثم يزيد بن سيف بن هاني وفي خلافة سليمان بن عبد الملك أعيد صالح بن عبد الرحمن وعندما تولى على العراق يزيد بن المهلب الأزدي عين أخاه زياد على عُمان فرضى عنه أهله وفي خلافة عمر بن عبد العزيز تولى أمر عُمان عدي بن أرطأه الفزاري ثم تولاه عمر بن عبد الله الأنصاري وعند وفاه الخليفة عمر بن عبد العزيز تأثر الأنصاري بمعاملة الناس العُمانيين له وخشي عليعهم ما ان يصيبهم سوء من بني أمية وخرج من البلاد مسلماً أمرها إلى زياد بن المهلب قائلاً له "" هذه البلاد بلاد قومك فشأنك وإياهم "" فقام زياد بأمرها خير قيام وبقي كذلك حتى إنتقلت الخلافة إلى العباسيين فعين أبو العباس جناح بن عباد الهنائي عاملاً له على عًمان وهو باني المسجد المعروف بإسمه في صحار ثم عزله وولى إبنه محمد فرغب هذا أن يمارس العمانيين كامل سلطانهم وترك لهم الخيار في اختيار طريقة الحكم التي بترضونها لبلادهم.

عُمان والدولة العباسية
علم أبو العباس عبد الله السفاح عن إنفصال عُمان، فتأثر لذلك شأن كل حاكم يهمه أن تظهر منطقة نفوذه في وحدة متماسكة وزاد سخطه على قيام إمامة الجلندى وما تسرب إليه من أنباء لجوء بعض الأمويين إلى عُمان وإحتمائهم بها، فأرسل السفاح حملة بقيادة خازم بن خزيمة الخراساني في جيش كبير فقابلهم الإمام الجلندى في رأس الخيمة، فكانت المعركة في اليوم الأول سجالاً، وفي اليوم الثاني قتل تسعمائة من العُمانيون، أما اليوم الثالث فكان مناوشات استمرت إسبوع كان خازم خلالها يستعد لاستعمال سلاح النار إذ يوقدها جنده في أطراف الرماح بعد خلطها بالنفط ويسيرون بها لإحراق جند الجلندى وحرق خيامهم وتمكن خازم بهذه الطريقة أن يقتل من جيش الإمام فقتل منه عشرة آلاف وإلتفت الإمام إلى قاضيه هلال بن عطية - وكانا يقودان المعركة - طالباً منه أن تقدم، فقال هلال: " أنت إمامي فكن أمامي ولك علي أن لا أبقى بعدك " وقد صدق قوله فما أن قتل الإمام حتى تقدم إلى الطليعة فلحق به رفيقه وقصتهما تدل على خوضهما المعركة عن عقيدة متمكنة، ولعل خطأ الإمام الجلندى كان لعدم إهتمامه بعدوه، إذ أن من يقبل من نزوى إلى رأس الخيمة قاطعاً تلك المسافات الشاسعة وهو مطمئن إلى سلامة ظهره من أي إنقلاب، كان بإمكانه أن يجند هذا الشعب ويستدرج خصمه إلى معارك أكبر. وقد استمرت إمامة الجلندى سنتين وشهراً. وقد قنع خازم من النصر بالإنتقام من وجهاء البلاد وأخذ من أراد من بني أمية وترك البلاد دون أن يعين عليها عاملاً من قبل الخليفة العباسي، فسيطر عليها نفوذ مشترك من رجلين يدعى أحدهما محمد بن زائدة والآخر راشد بن شاذان بن النظر وهما من بني الجلندى وعاثا في البلاد ظلماً وفي عام 145 هـ ظهر منافس ثالث لهما هو غسان الهنائي بأعوانه الذي هجم على نزوى فتصدى له بنو نافع وبنو هميم ولكن ذلك لم يحل دون نهب البلاد، إلا أنهم تبعوه بمساعدة زياد بن سعيد البكري وتمكنوا من اغتياله وأدى ذلك أيضا إلى أن ينتقم له مبارك بن خنبش الذي إتجه إلى " إبرا " وهي إحدى مدن منطقة الشرقية للإنتقام من زياد وقتل من أهلها أربعين رجلاً.

عندما رأى أهل عُمان أن العباسيين قد تركوهم للفوضى والمفسدين لا يهمهم من أمر البلاد إلا أن يأخذوا زكاتها، اجتمع عقلاؤهم وقرروا مبايعة إمام جديد، وكان عمدة هذا الرأي الشيخ موسى بن أبي جابر الأزكاني، فإتصل برؤساء القبائل وهيأ للمسيطرين والمنتفعين من الفوضى من يحضرهم عند إعلان الإمامة يساعدة في ذلك الشيخ بشير بن المنذر، فبويع محمد بن عفان بالإمامة عام 175 هـ، فهدأت البلاد غير أن الشعب أخذ عليه استبداده فقرر أولوا الرأي عزله ومبايعة الوارث بن كعب الخروصي بعد أن حكم سنتين وشهرا.

كان الوارث محبوباً لدى الأهالي وموضع ثقة الجميع، فقد ظهر مقاومته للمستبدين في مدينة الرستاق حيث كان يسكن وقاومهم واضطرهم إلى الكف عن الظلم وإنشغل الوارث في بدء حكمه بنشر الأمن وتركيز دعائم الحكم حكم الإمام الوارث في خلافة أمير المؤمنين هارون الرشيد وقد رأى الرشيد أن يرسل إليهم حملة بقيادة عيسى بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس في ألف فارس وخمسة آلاف رجلاً وكان داود بن يزيد المهلبي قد أعلم الإمام بذلك، فهيأ لهم جيشا التقى بهم في صحار بقيادة فارس بن محمد فإنهزم عيسى بعد قتال مرير وعاد إلى مراكبه فمخر بها البحر ولكن فريقا من جيش الإمام بقيادة أبي حميد بن فلح الحداني السلوتي وعمرو بن عمر أبحرا ومن معهما في ثلاث سفن ولحقوا بعيسى فقبضوا عليه وعادوا بسفنه إلى صحار وسجن بحصنها وقد واجه الإمام إلحاحاً كبيراً لقتله، فكان يرفض وعند ذلك تسور على عيسى الملحون وقتلوه بالحصن يتقدمهم الشيخ يحيى بن عبد العزيز دون علم والي الإمام، وقد علم الرشيد بذلك وصمم على الإنتقام ولكن المنية لم تمهله وتوفى الإمام الوارث عام 189 هـ غريقا إذ جرفه السيل في وادي كلبوه بنزوى ومعه سبعون رجلا من أصحابه عندما كانوا ذاهبين لنقل السجناء خشية أن يغرقهم السيل وحكم الوارث إثنتي عشرة سنة وستة أشهر.

عُمان والدولة العثمانية




السلطان سليمان القانوني
في عهد السلطان سليمان القانوني (1521م – 1566م) بدأت السيطرة العثمانية على الخليج العربي عدا عُمان حينما إستطاع العثمانيون في إخضاع بغداد لسلطتهم في عام 1534م، ثم البصرة في عام 1538م وبعدها مد العثمانيون نفوذهم إلى إقليم الأحساء شرقي شبه الجزيرة العربية في عام 1592م رغم أن الدولة العثمانية لم تستطع مجابهة الاستعمار البرتغالي في الخليج العربي نتيجة إفتقارهم لأسطول بحري يساوم قوة ذلك الاستعمار في منطقة الخليج العربي، كانت عُمان بأساطيلها البحرية القوية التي دحرت المستعمر البرتغالي في عهد اليعاربة في (1624م – 1744م) قطراً مستقلاً لم تخضع لنفوذ الدولة العثمانية، بل كانت تمتلك مع العثمانيين علاقات ودية مبنية على الإحترام المتبادل.

فقد كان العُمانيون والأتراك حلفاء منذ القرن السادس عشر وقامت العلاقات بينهم على أساس التعاون المشترك والإحترام وتبادل المصالح في إدارة المنطقة والأحداث في الخليج والجزيرة العربية وزنجبار وإزداد بريق تلك العلاقة عبر التاريخ في عهد الدولة آل بو سعيدية التي برزت فيها العلاقات بين الدولتين بشكل أكبر وأكثر إيجابية على الصعيدين السياسي والاقتصادي نتيجة نمو العلاقات التجارية بين مسقط والبصرة ووجود عدو مشترك بين الطرفين متمثل بالدولة الفارسية على وجه الخصوص والمد السعودي فيما بعد ولا ننسى بأن الدولة العثمانية والدولة الفارسية كانتا تكنان لبعضهما العداء لدواع تتعلق بالرغبة في الهيمنة العسكرية والسياسية على بلاد الرافدين والخليج العربي وأختلط كل ذلك بلباس المذهبية الذي جر شعوب المنطقة إلى الهاوية.

مر الصراع بين العثمانيين والفرس بعدة مراحل بدأت عندما استطاع العثمانيّون هزيمة الفرس في معركة جالديران عام 1514م، وهو من فتح الطريق للدولة العثمانية ضم بغداد لنفوذها وطوال قرنين من الزمان لم ينقطع فيها الصراع بين الطرفين وإنضما إلى تحالفات معادية لبعضهما البعض مما أتاح للبرتغاليين فرصة بسط نفوذهم على الخليج العربي حتى الربع الأول من القرن السابع عشر ومن ثم مالت الكفة في بغداد والموصل للفرس بعهد نادر شاه من الفترة 1743 – 1747م، وهكذا كانت الحرب بين الطرفين سجال كر وفر في محيط تلك المناطق.

عُمان تهب لنجدة البصرة والعثمانيين

عرضت البصرة طوال عام 1773م لأخطر مرض في ذلك العصر، وهو طاعون|مرض الطاعون الذي أدى إلى وفاة عشرات الآلاف ولم يكد الطاعون ينتهي من البصرة حتى هاجمها الفرس بقيادة كريم خان الزندي خلال الفترة من عام 1775م وحتى 1776م وتعرضت للخراب والدمار ولقد طلب أهل البصرة نجدة أهل عُمان من هذا الغزو، فلبى الإمام أحمد بن سعيد النداء وأرسل جيشه بقيادة إبنه الأكبر هلال الذي قاد الأسطول العُماني المكون من 34 سفينة كبيرة مزودة بأكثر من 44 مدفعاً وعدد من المراكب الصغيرة وإستطاع العمانيون دخول البصرة فعلاً مما أدى إلى أن اضطر القائد الفارسي صادق خان إلى توقيع معاهدة صلح مع والي العثمانيين في المدينة.

هذا الموقف النبيل من قبل إمام عمان أحمد بن سعيد قد فرض إحترامه أكثر على الدولة العثمانية التي لم تنس جميل العمانيين في المساهمة بإنقاذ البصرة، فأصدر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني فرمانا يقضي بتخصيص مكافأة سنوية لعمان، وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي، والسياسي في المنطقة، وتوسيع الإمتيازات التي يحصل عليها التجار العُُمانيون في موانئ الدولة العثمانية وخاصة ميناء البصرة.

لقد استمرت العلاقات الودية بين عمان والدولة العثمانية بشكل جيد جداً وشهدت العلاقات التجارية بين مسقط والبصرة نمواً ملحوظاً في تلك الفترة وتشير الكثير من الوثائق إلى قوة تلك العلاقات السياسية والتجارية وحتى العسكرية بين الدولتين اتجاه العدو المشترك آنذاك لمناطق نفوذهم كالدولة الفارسية والمد السعودي في المنطقة، فعلى سبيل المثال سنجد هناك وثائق كثيرة تشير إلى أن سلاطين الدولة العثمانية قد بعثوا وأرسلوا عدداً من الهدايا الثمينة والرسائل الملكية والوثائق العسكرية والمكافئات المادية والأسلحة الحديثة إلى إمام عمان ومسقط وسلاطينها وبعض سلاطين زنجبار، لتبين كل تلك الوثائق قوة عمان وعلاقاتها منذ دولة اليعاربة وحتى دولة البوسعيد مع الدولة العثمانية التي سيطرت على مناطق النفوذ بالخليج عدا عمان التي كانت بحكمة من تولى شؤونها دولة مستقلة ذات هيبة فرضت مكانتها لدى الباب العالي.

إمامة عُمان

وجد العُمانيون أن عامل الخليفة العباسي قد ترك لهم الخيار وأن الخلافة لم تعد تسير على النهج الإسلامي الصحيح، فهي حكم متوارث أكثر من كونها خلافة إنتخابية وهم لذلك لا يرون في هؤلاء الخلفاء ما يلزمهم طاعتهم، فقرروا إنتخاب إماما لهم يتولى شؤونهم، فعقدوا الإمامة على الجلندى بن مسعود بن جيفر بن الجلندى حفيد حاكم عمان عند ظهور النبي عليه السلام ومن مشاهير علماء الدين في عهده عبد الله بن القاسم وهلال بن عطية وخلف بن زياد البحراني وشبيب بن عطية العماني وموسى بن أبي جابر الأزكاني وبشير بن المنذر النزواني، وما دمنا بصدد الإمامة التي يقرأ القارئ كل حين عنها في الصحف ويتردد سمعها في الإذاعات والبرامج التلفزيونية، فلابد من أن يتعرف على أساسها ليكون على بينة من ذلك. ومعنى الإمامة لدينا معروف فهو مرادف لكلمة الخلافة وهو في معناه العصري حكم جمهوري ينتخب فيه الشعب حاكمه، وبالنسبة للإمامة فهو أقرب إلى الناحية الدينية فالمنتخبون هم أعيان البلاد، وهم أيضا رجال الدين في البلاد، ولكنه على كل حال حكم منتخب يمثله حاكم يسمى إماما له حقوق وعليه أيضا حقوق، فمن حقوقه تمثل السلطات التنفيذية، فالإمام رأس الحكومة يساعده من يختاره من الأكفاء وهو المرجع الأعلى في حسم الأمور وتوجيه سياسة البلاد وتخطيط مستقبلها وعليه أيضا أن يجعل الأمر شورى بين المواطنين وأن يتقبل النقد ويتسم بالنزاهة في كل جانب، فإذا حاد عن الخط المستقيم وجب خلعه وجوبه بالحقيقة دون خجل أو وجل. وفي عهد الإمام الجلندى لجأ شيبان بن عبد العزيز اليشكري كبير الصفرية هارباً من السفاح إلى عُمان، فأمر الإمام بمقاتلته وفوض بذلك إلى قاضيه هلال بن عطية والقائد يحيى بن نجيح، فأشتبك الجيشان في معركة كبيرة قتل فيها شيبان ومعركة الإمام الجلندى مع شيبان فيها مدلولها على سعي أتباع المذهب الإباضي في نشر الحق والذود عنه، فرغم أن الصفرية إحدى مذاهب الخوارج ورغم أن الصفرية والإباضية مذهبان بدآ بالخروج على التحكيم في صفين، لم يجد الإمام في ذلك مانعاً من أن يحاربهم ويقضي عليهم نهائياً، إذ وجد أنهم يسيرون في تعصب وضلال ونفذ الإمام حكم القتل في ثلاثة من أقاربه لمحاولتهم الخروج عن الإمامة، هم جعفر الجلنداني وإبناه النظر وزائدة وقد شهد بنفسه تنفيذ الحكم، فظهر على وجهه الاستياء، فهب صحبه يعترضون عليه قائلين: " إعفيه يا جلندى "..... فقال: " لا ولكن الرحمة " ورجل وهذا شأنه وقوم وهذا عزمهم في الإبقاء على حقوقهم بالإمامة لا يستغرب إذا حافظوا عليها في القرن العشرين وهو قرن الديمقراطيات والحكم الشعبي ولعل في اتصال ثورتهم الحالية وصمودهم ضد كل عسف ترويهما هذه المآثر التي ورثوها أباً عن أب والتي تدعوهم إلى المحافظة على إنتخاب الحاكم وصلاحه سواء كان إسمه إماماً أو غير ذلك.

عُمان وبني نبهان

يتفق المؤرخون على أن حكم بني نبهان، استمر خمسة قرون تقريباً 1154 - 1624م ‏عرفت الأربعة القرون الأولى بفترة النباهنة الأوائل والتي إنتهت بحكم سليمان بن ‏سليمنا بن مظفر النبهاني.‏ عمان والدولة الاموية والعباسية وحكام النباهنة وعرفت الفترة الثانية بفترة النباهنة المتأخرىن والتي إمتدت من عام 1500 إلى 1624م ‏حيث إنتهت مع قيام دولة اليعاربة وظهور الإمام ناصر بن مرشد اليعربي عام 1624م.‏

والنباهنة من أصول عربية حيث سنتسبون إلى قبيلة العتيك الأزدية العُمانية العريقة وقد ‏وصفهم ابن زريق بأنهم ملوك عظام وكان من أشهر ملوكهم جوداً وكرماً الفلاح بن ‏المحسن، لقد أشاد ابن بطوطة أثناء زيارته لعُمان بتواضع الحكام النباهنة حيث إتيح له أن يلتقي ‏بالملك النبهاني أبي محمد الذي قال عنه: (و من عاداته أن يجلس خارج باب داره ولا ‏حاجب له ولا وزير ولا يمنع أحداً من الدخول إليه من غريب أو غيره ويكرم الضيف ‏على عادة العرب ويعين له الضيافة ويعطيه على قدره وله أخلاق حسنة).‏ يعتبر عصر النباهنة بأنه من أكثر فترات التاريخ العُماني غموضاً بسبب قلة المصادر ‏التي تناولت هذه الفترة لكن ما وصل إلينا من معلومات يعطي إنطباعاً بأن عصرهم ‏كان عصر تنافس وصراعات داخلية ويصعب تتبع أحداث هذه الصراعات لكن من ‏الثابت أن تدهور الأوضاع الداخلية قد أغرى الفرس لمحاولة إحتلال عُمان وأن هجوماً ‏قام به الفرس في عهد الملك النبهاني معمر بن عمر بن نبهان لكن العُمانيين تصدوا لهذا ‏الهجوم وقضوا عليه إلا أن هجوماً آخر قد وقع سنة 660 هـ / 1261 م في عهد الملك ‏أبي المعالي كهلان بن نبهان بقيادة ملك هرمز محمود بن أحمد الكوستي الذي تمكن من ‏الإستيلاء على قلهات مستغلاً الصراعات القبلية ثم مضى نحو ظفار حيث قامت قواته ‏بنهب الأسواق ومنازل الأهالي وسبي رقيقهم وبلغ عدد السبي إثنى عشر ألفاً وحملت ‏الأمتعة والأموال المسلوبة والرقيق إلى قلهات ثم إتجه معظم الجيش متوغلاً في داخل ‏عُمان عن طريق البر يقوده ملك هرمز بنفسه ولما وصل جيشه إلى منطقة القرى حيث ‏جبال ظفار الشاهقة تم الاستعانة بعشرة رجال من أهل ظفار كأدلاء للطريق فلما وصلوا ‏بهم إلى داخل عُمان هربوا عنهم ليلاً وعلى حد تعبير أبن رزيق ‏:‏ (أصبحوا حائرين ‏يترددون في رمال عالية وفيافي خالية) فتاهو في تلك الصحاري الواسعة ونفذ ما معهم ‏من ماء وطعام ونفقت دوابهم من الجوع والعطش وهام ملك هرمز على وجهه في ‏الصحراء فهلك ومعظم جيشه ومن بقي منهم قتل على يد عرب البادية إلا نفر قليل ‏واصلوا سيرهم حتى وصلوا إلى جلفار ومنها أبحروا إلى هرمز.‏ أما بقية الجيش في قلهات فقد أغار عليهم رجال قبيلة بني جابر وقضوا عليهم ودفنوهم ‏في مقابر جماعية تعرف إلى اليوم بقبور الترك.‏

وفي عام 647هـ/1276م وخلال حكم عمر بن نبهان أغار الفرس على عُمان بقيادة ‏فخر الدين بن الداية وأخيه شهاب الدين نجلي حاكم شيراز وعندما نزل الجيش الفارسي ‏مدينة صحار التقى بهم عمر بن نبهان في حي عاصم بمنطقة الباطنة وظل يقاتل حتى ‏إستشهد وثلاثمائة من جيشه وزحف الغزاة إلى نزوى التي إستولى عليها الغزاة ونهبوا ‏منازلها وسوقها وأحرقوا المكتبات وأخرجوا أهل عقر نزوى من منازلهم وحلوا محلهم ‏ثم توجهوا إلى بهلا العاصمة الثانية للنباهنة وحاصروها إلا إنها إستعصت عليهم وخلال ‏فترة الحصار قتل فخر الدين أحمد بن الداية وكان لقتله أكبر الأثر على معنويات جنده ‏الذين قرروا الانسحاب من عُمان نهائياً بعد أم مكثوا فيها أربعة أشهر عاشوا خلالها ‏فساداً وقتلاً.‏

وفي عام 866هـ/1462م أغار الفرس على عُمان وإتخذوا من بهلا مقر لهم بعد أن ‏طروا الملك النبهاني سليمان بن مظفر الذي فر إلى الأحساء التي إتخذها مكانا لإعادة ‏ترتيب جنده ثم عاود هجومه على الفرس وتكن من تحرير عمان وإعادة ملكه لكن يبدوا ‏أن إنقساماً قد وقع بين النباهنة أنفسهم لذا فقد رحل سليمان بن مظفر إلى شرق إفريقيا ‏حيث أسس مملكة بته (بات) بعد أن ترك ولداه سليمان وسحام في عمان وإشتد بينهما ‏الصراع على السلطة وإنتهى الأمر بإنتصار سليمان على أخيه لكن الصراع بينه وبين ‏زعماء القبائل لم يتوقف إلى أن إختارت القبائل محمد بن إسماعيل إماماً.‏

ثم تجددت الصراعات مره أخرى حينما تمكن سلطان بن محسن بن سليمان النبهاني من ‏إستعادة ملك أجداده وإنتزاع مدينة نزوى عام 924هـ/1556م إلا إنه لم يتمكن من ‏السيطرة على داخلية عمان.‏

وقد بقيت البلاد تتنازعها الإنقسامات والحروب الأهلية إلى أن تمكن سليمان بن مظفر ‏بن سلطان من السيطرة على داخلية عمان وإتخذ من مدينة بهلاً مقراً لحكمه ونجح ‏العمانيون في صد هجوم قارس على مدينة صحار لكن ما لبثت الفتن أن أطلت برأسها ‏من جديد ولما كانت مدينة بهلا مقراً لحكم النباهنة فقد حرص كل زعيم منهم على أن ‏ينفرد بحكمها لذا فقد إنقسمت البلاد بين أشخاص نصبوا من أنفسهم ملوكاً على مدن ‏وقطاعات إتسمت أوضاعها بالضعف وإمتد الصراع إلى منطقة الظاهرة التي كان ‏مسيطراً عليها أبناء الملك النبهاني فلاح بن محسن، عُمان والدولة الاموية والعباسية وحكام النباهنة. لقد تناولت المصادر العمانية الفترة الأخيرة من حكم النباهنة حيث سادت الفوضى ‏وإنقسمت عمن إلى ممالك صغيرة وتدهور الحياة الاقتصادية والسياسية إلى أن قيض الله ‏لعُمان رجلاً من بين رجالاتها تميز بكفاءة عالية ألا وهو ناصر بن مشرد اليعربي الذي ‏إختاره أهل الحل والعقد في عُمان وعقدوا له الإمامة سنة 1034هـ/1624م وبذلك ‏بدأت عمان مرحلة جديدة من التلاحم حيث إستوعب الإمام الجديد كل تجارب وطنه ‏و عزم النية على أن يبدأ بتوحيد البلاد على اعتبار أن ذلك هو صمام الأمان لمواجهة ‏الخطر الخارجي المتمثل في الإحتلال البرتغالي وإستهلت عُمان عصراً جديداً تميز ‏بالشموخ والقوة.‏

الإمبراطورية العُمانية[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: دولة اليعاربة





 الإمبراطورية العُمانية في أقصى إتساعها عام 1856م.
دولة اليعاربة (1624 م - 1741 م / 1033 هـ - 1153 هـ) هي عُمان الكبرى وهو ما يعرف حديثاً بسلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة وإمتدت لتشمل شرق أفريقيا وجزء من فارس وعاصمتها الرستاق بعد القضاء على دولة بني نبهان دامت قرابة 117 عاماً. تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلاً وأعتمدت الزكاة مكانها.

مؤسسها ناصر بن مرشد بويع بالإمامة الإباضية سنة 1624م، حيث بنى أسطولاً بحرياً ضخماً مكنه من الإنتصار على القوات البرتغالية، وأخرج الفرس من رأس الخيمة.

قام خميس بن سعيد الشقصي بجمع علماء الإباضية وأعطى البيعة بالإمامة لناصر بن مرشد[21]، عارضت الكثير من القبائل والمدن العُمانية هذا الأمر بل أن قسم من أسرة ناصر بن مرشد نفسه عارض ذلك، قام ناصر بعدها بمحاولة توحيد البلاد إذ كانت البلاد مقسمة بين خمس قوى، مبتدئاً بأسرته التي كانت تحكم نخل والرستاق، حيث طرد ابن عمه مالك بن أبي العرب من قلعة الرستاق وتفرغ بعدها لناصر بن قطن، حيث كان يسيطر على الظاهرة. نجح في السيطرة على المدن الداخلية، بينما كانت المدن الساحلية في يد البرتغاليين[22].

حرر جلفار العُمانية (الاسم القديم لرأس الخيمة) عام 1633م من البرتغاليين ولم يلبث أن سيطر على معظم الساحل العُماني. إلا أن مسقط لم تسقط بيد دولة اليعاربة إلا في عهد الإمام سيف بن سلطان اليعربي سنة 1650م. في عام 1645م إتفق مع الإنجليز، منافسوا البرتغال على استعمال موانيء صحار والسيب بصورة حصرية قاطعاً طريق التجارة على البرتغاليين، حيث وقع معه فيليب وايلد ممثل شركة الهند الشرقية الإنجليزية عقداً بذلك. سنة 1648م، قام بمهاجمة مسقط مرة ثانية مما اضطر دوم جولياو نورونا القائد العام في مسقط أن يدفع الجزية لليعاربة، وأن يعفي السفن العُمانية من التفتيش عند الإبحار للخارج بشرط حصولها على تراخيص برتغالية لرحلة العودة، وشملت الإتفاقية العُمانييون الذين كانوا داخل مسقط نفسها حيث تم إعفائهم من جميع الرسوم والضرائب للبرتغال. تميزت الفترة الأولى لدولة اليعاربة باعتماد المنهج الإسلامي، حيث ألغيت الضرائب مثلا وأعتمدت الزكاة.

إنقسام الإمبراطورية العُمانية
عندما تولى الإمام سيف بن سلطان اليعربي الثاني، بدأ ضعف دولة اليعاربة نتيجة للخلافات الداخلية مما فتح المجال للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد.

وإزاء هذا الموقف المتدهور اجتمع علماء عُمان وشيوخها في مدينة نخل لإيجاد الحل المناسب للخروج من هذه الأزمة، وبايعوا للإمام سلطان بن مرشد اليعربي عام 1741م الذي تمكن من القضاء على الفتن الداخلية وإتخذ الرستاق عاصمة له.

وفي هذه الأثناء أرسل نادر شاه ملك الفرس جيشاً لغزوا عُمان، وإتجه قسم منه إلى مدينة مسقط والقسم الأخر إلى مدينة صحار. أما جيش مسقط فقد هزمه الإمام سلطان بنفسه حين صمد والي صحار أحمد بن سعيد البوسعيدي في وجه الجيش الفارسي ودافع عن المدينة دفاع الأبطال وأوقف تقدم القوات الفارسية. وهنا سارع الإمام سلطان بن مرشد لنجدة والي صحار، بعد أن جمع أعداد كبيرة من العُمانيين.

عندما وصل الإمام سلطان بالقرب من صحار وضع خطة حكيمة لتدمير القوات الفارسية وفك الحصار عن المدينة، فأتصل مع الوالي وعين ساعة الصفر وبذلك تم الهجوم على الفرس ومحاصرتهم حتى أصبحوا تحت رحمة القوات العُمانية. وهكذا نجح العُمانيين في إقتحام دفاعات العدو وتشتيت شملهم، غير أن الإمام ما كاد يصل إلى الحصن حتى أصيب بطلق ناري في صدره أصابه على أثره نزيف توفي بعده داخل حصن صحار. وتعتبر وفاة الإمام سلطان بن مرشد علامة بارزة لنهاية دولة اليعاربة حيث قام اثنان من رجال اليعاربة هما: بلعرب بن حميرو ماجد بن سلطان يطالبان بالإمامة. وهنا وقف الشعب العُماني ممثلاً في علمائه وشيوخه وأجمعوا على المبايعة للوالي أحمد بن سعيد البوسعيدي وذلك تقديرا لجهوده الجبارة واستبساله في الدفاع عن الوطن. إنتهت دولة اليعاربة عام 1154 هـ / 1741 م بظهور أحمد بن سعيد البوسعيدي وتأسيس الدولة البوسعيدية.

ساحل عُمان

فقد كان لتحرير عُمان من الاستعمار البرتغالي سبباً في حدوث الإستقرار وبسط يد الأمان في ربوعها ومناطق الخليج العربي المختلفة، إلا أن الصراعات التي نشبت في أواخر عهد اليعاربة أدت إلى بروز عدة تحالفات وفي ساحل عُمان برزت قوتان سياسيتان جديدتان، القوة الأولى بحرية تتألف من حلف من القبائل يتزعمه القواسم ومقرهم رأس الخيمة الذين أقلقوا الأسطول البريطاني وخاضوا ضدهم معارك عنيفة في منطاق نفوذهم على الساحل العُماني ولم يكتف القواسم بذلك بل أقلقوا الأسطول البريطاني وهاجموه في البحر الأحمر وسواحل الهند وأفريقيا. أما القوة الثانية فهي تحالف قبلي بري وهو تحالف بنو ياس وحلفائهم وكان يتزعمهم قبيلة آل بو فلاح ويمتد نفوذهم حتى خور العديد.

تكون هذه المنطقة (منطقة ساحل عُمان) القسم الشمالي من عُمان وبها سبع إمارات أقدمها في التكون إمارة رأس الخيمة التي كان لنشوب الحرب بين اليعاربة بداخل عُمان في القرن الثامن عشر الميلادي أثره الكبير في إنفرادها بالحكم، كما كان للحروب القبلية والنزاعات الداخلية والتدخل الأجنبي سواء الإنجليزي أو المد المد الوهابي الأثر الكبير في إنفصال هذه الإمارات وقيام مشيخات عرفت بإمارات ساحل عُمان أو إمارات ساحل عُمان المتصالحة أو عُمان المتصالحة أو الإمارات المتصالحة وساحل الهدنة أو كما سماها الإنجليز ساحل القراصنة.

تاريخ ساحل عُمان هو جزءاً مكملاً لتاريخ الوطن العُماني والإمارات اليوم سبع وهي: أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، ولو نظرنا إلى الخارطة لوجدنا أن هذه الإمارات تقع على ضلعي مثلث تلاقي قمته مضيق هرمز وبها توجد مدينة خصب وتابعة لسلطنة مسقط (سلطنة عُمان بعد عام 1970 م) وتقع رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي وعجمان وأم القيوين على الضلع الغربي للمثلث، أما الضلع الشرقي فهناك تقع المنطقة الشرقية من إمارة الشارقة وتجتمع في خور فكان وكلباء وإلى الشمال من الضلع الشرقي تقع مدينة دبا وتعتبر من أعرق المدن العُمانية في القدم وتقسم إلى ثلاثة أقسام قسم للشارقة وقسم للفجيرة وقسم لسلطنة مسقط وجنوبي كلبا تقع منطقة الباطنة التي تتعدد فيها القرى وتمتد الخضرة وهي الجزء الساحلي لسلطنة مسقط. هذه هي الإمارات العُمانية التي سنتعرف عليها وقد علمنا أن خمساً منها تقع على الجانب الغربي وواحدة مع توابع الأخر تقع على الجانب الشرقي وأدركنا أيضاً أنها لا تقع على ساحل واحد بل على ساحلين وإن إنفصالها عن الوطن الأم كان بسبب التدخل الأجنبي والنزاعات القبلية وحب السيطرة وعدم التفكير في مستقبل الوطن... فكان الوطن ضحية هذه النزاعات والفتن والتدخل الأجنبي، إلا أن إرادة الله فاقت كل هذه الأحوال وها نحن نشهد الكثير من مشاريع التنمية والإزدهار وننلمس في النفوس الرغبة بالسير قدماً نحو الإصلاح والتنمية ولم الشمل وما إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في 14 شوال 1391 هـ الموافق 2 ديسمبر 1971م وما تبعته من أحداث وتنمية إلا برهانا على صدق النفوس والإخلاص لحب الوطن.

كانت المنطقة خلال ال150 عاماً التي سبقت قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تحت الإنتداب البريطاني وربطت المملكة المتحدة حكام إمارات الساحل العُماني بإتفاقيات تقضي بتولي المملكة المتحدة مسؤولية الشؤون الخارجية والدفاعية مقابل أن يدير حكام الإمارات شؤونهم الداخلية. وحتى منتصف الخمسينات من القرن ال20 لم تشهد إمارات الساحل أي تطور نوعي في مجالات التنمية والاقتصاد وكان الحكام بأنفسهم يشقون الطريق نحو إرساء أسس التنمية بتشجيع وتمويل من بعض الدول العربية كدولة الكويت ودولة قطر التي ظهر فيها النفط في بداية الخمسينات وكذلك الجمهورية العربية المتحدة (الوحدة بين مصر وسوريا). الإتفاقيات التي أبرمتها الحكومة البريطانية مع شيوخ هذه الإمارات:

الإتفاقية المتبادلة بين شيوخ عُمان المتصالحة في 24 يونيو 1879 م
منع هرب الرعايا وترك ديونهم وراءهم من إقليم واللجوء لإقليم آخر ويسري ذلك بشكل خاص على الغواصين والبحارة.
إذا ثبت أن أحد الشيوخ قد آوى واحداً من هؤلاء الهاربين أو رفض تسليمه في حالة طلب ذلك من جانب وكيل الحكومة فإن على هذا الشيخ أن يدفع غرامة قدرها 50 ريالاً بالإضافة إلى كل ما يثبت من ديون على الرجل الهارب.
رفض هذا الشيخ تسليم الرجل الهارب بعد طلب ذلك من جانب وكيل الحكومة وسمح له بالسير إلى شواطئ اللؤلؤ لمواصلة عمله رغم ذلك فإن هذا الشيخ يدفع غرامة قدرها 100 ريالاً بالإضافة إلى جميع الديون التي تثبت على هذا الرجل الهارب.
إذا وقع خلاف حول هذه الحقائق يعقد مجلس للتحكيم يحضره وكيل الحكومة ويرسل طرفا النزاع وكل الشيوخ المتصالحين مندوبين عنهم إذا لم يتيسر لهم الحضور بأنفسهم ولا يصبح القرار الذي يتخذه المجلس ملزماً بالنفاذ إلا بعد أن يصدق عليه المقيم السياسي لصاحب الجلالة البريطانية في الخليج.
تفرض هذه الغرامات فقط بعد أن يتأكد المقيم السياسي لصاحب الجلالة البريطانية في الخليج من أن هذا الشيخ المعني مذنباً بالفعل ويستحق الغرامة.

وعلى هذا فنحن نضع توقيعاتنا وأختامنا أسفل هذه الوثيقة ملتزمين بتنفيذ ما جاء فيها دون معارضة فعلى هذا تم الإتفاق.

(صحيح) وعلى هذا أوقع: سالم بن سلطان بن صقر القاسمي (خاتم)

(صحيح) وعلى هذا أوقع: راشد بن حميد بن راشد النعيمي (خاتم)

(صحيح) وعلى هذا أوقع: حشر بن مكتوم بن بطي آل مكتوم (خاتم

(صحيح) وعلى هذا أوقع: أحمد بن عيدالله بن راشد المعلا (خاتم)

(صحيح) وعلى هذا أوقع: زايد بن خليفة بن شخبوط آل نهيان (خاتم)

(صحيح) وعلى هذا أوقع: حميد بن عبد الله بن سلطان القاسمي (وقع بخط يده)

الإتفاقية الإستثنائية بين شيوخ عُمان المتصالحة والحكومة البريطانية في 6 مارس 1892 م[عدل]
عدم توقيع شيخ أبوظبي على أية إتفاقيات أو دخول في أي علاقات مع أي دولة بإستثناء بريطانيا العظمى.
عدم السماح لشيخ أبوظبي بإقامة أي ممثل لأية حكومة أخرى في أرضه دون موافقة مسبقة من الحكومة البريطانية.
عدم لشيخ أبوظبي تأجير أو بيع أو رهان أو تنازل أو السماح بأية صورة أخرى من الصور بإحتلال أي جزء من أراضي لدولة أخرى غير بريطانيا العظمى.

استقلال ساحل عُمان

إنفصلت إمارة رأس الخيمة عن عُمان وظهرت كعاصمة لساحل عُمان الشمالية في النصف الثاني من القرن 18 ولكن هذا الإنفصال قاد إلى منازعات طويلة مع حكام عُمان من أسرة آل بو سعيد وذلك لإنتماء قبائل رأس الخيمة للحزب الغافري المعارض لآلبوسعيد ويمكن تحديد عام 1765م باعتباره العام الذي أعلن فيه استقلال قبائل ساحل عُمان الشمالية عن عُمان الأم وأصبحت رأس الخيمة مركزاً مستقلاً وعاصمة لتلك المنطقة ولا شك أن هذا الانفصال كان من أهم المشكلات التي واجهت الإمام أحمد بن سعيد آل سعيد، فقد بايعت قبائل رأس الخيمة الإمام بلعرب بن حمير 1743م – 1753م الذي أيدته قبائل الغافرية التي كانت ترى ضرورة إبقاء الإمامة في أسرة اليعاربة ولذلك طلب الشيخ محمد بن ناصر الغافري من شيخ قبائل رأس الخيمة معاونته في الإطاحة بحكم الإمام أحمد بن سعيد آل سعيد وبذلك شاركت قبائل رأس الخيمة في المعارك العنيفة التي دارت بينهما. لم تكن هذه المعارك في صالح الحزب الغافري بعدما نجح الإمام أحمد بن سعيد آل سعيد في التخلص من الإمام بلعرب بن حمير عام 1753م وشدد من قبضته على المقاطعات العُمانية وإتجه عام 1759م إلى إخضاع رأس الخيمة في معقلهم ومنع الإنفصال، إلا أنه لم يتمكن من هزيمة قبائل رأس الخيمة وإخضاعهم وقد يرجع ذلك إلى تخلى حلفائه عنه مما دفع حاكم رأس الخيمة في عام 1763م إلى إرسال حملة إنتقامية وصلت إلى مدينة الرستاق عاصمة عُمان وأصبح الموقف حرجاً إلى درجة تبين فيها لأبناء الإمام أحمد بن سعيد آل سعيد يمكن أن يؤدي نزاعهم مع أبيهم إلى القضاء على حكم أسرتهم ولذلك آثروا فض الخلاف مع أبيهم وسلموا له الحصن الغربي في مسقط، بينما إحتفظوا بالحصن الشرقي وما أن ذاع خبر الصلح بين الإمام أحمد بن سعيد آل سعيد وأبنائه حتى بادر حاكم رأس الخيمة وحليفه محمد بن ناصر الغافري بفك حصار الرستاق وتم الصلح بين حاكم رأس الخيمة والإمام أحمد بن سعيد آل سعيد، الذي وافق على إنفاصل واستقلال رأس الخيمة عن الوطن الأم عُمان الكبرى أو عُمان الطبيعية.

استقلال جوادر عن عُمان

قوارب الصيد في ساحل جوادر
جوادر مدينة ساحلية تقع حالياً ضمن جمهورية باكستان الإسلامية، خضعت فترة من الزمن إلى الحكم العُماني الذي كان ممتداً في سواحل فارس وشرقي أفريقيا، حكمها العُمانيين حوالي قرنين من الزمان حيث أهداها حاكم بلوشستان نصير خانوري إلى عُمان 1789م في عهد السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي وصدر مرسوم من الحكومة الفارسية أجاز ضم ميناء بندر عباس وجوادر وتشابهار إلى حكومة السيد سلطان بن أحمد البوسعيدي الذي أخضع جزيرتي قشم وهرمز وبقيت جوادر تحت الحكم العُماني 200 عام، ووضعت فيها الحاميات العُمانية لتأمين السفن التجارية المارة بمضيق هرمز من وإلى الخليج العربي. وفي عام 1958م.

حينما تولى السلطان سعيد بن تيمور البوسعيدي أمر عُمان (1932م – 1970م) استمرت مكران تزود الجيش العُماني بالجنود المخلصين للسلطان إذ كان الكثير منهم حرسه الخاص وكانت جوادر كعادتها تتبع مباشرة عُمان، غير أن رئيس وزراء باكستان لياقت علي خان إحتج على ذلك باعتبار أن جوادر جزء من باكستان ويجب إسترجاعها عقب قيام جمهورية باكستان الإسلامية عام 1957م فإقترحت المملكة المتحدة أن تدفع الحكومة الباكستانية لعُمان مبلغاً مقداره 4 ملايين جنيه إسترليني تعويضاً لها على ممتلكاتها في جوادر فتم ذلك بموجب إتفاقية بين البلدين لتنفصل جوادر عن عُمان وتصبح ملكاً لحكومة باكستان عام 1957م لتفقد عُمان بهذا جزءاً من ممتلكاتها في القارة الآسيوية والتي كانت تحت الحكم العُماني منذ القرن الثامن عشر الميلادي. ثم وقعت إتفاقية إنتقالها بواسطة المملكة المتحدة بين السلطان سعيد بن تيمور البوسعيدي وحاكم باكستان محمد أيوب خان تتم بموجبها نقل السلطة إلى باكستان وفق ثلاث شروط وهي:
أولاً: يحق للمواطنين اختيار الدولة التي يرغبون الإنتماء إليها وحمل جوازها دون الخروج من وطنهم.
ثانياً: إنضمام كافة البلوش إلى القوات العُمانية من جوادر في إي وقت شائت.
ثالثاً: إستمرار عُمان في تطوير وتنمية موارد جوادر وإستثمار حكومة باكستان المنطقة حتى عام 1998م كحق امتياز على أن تستردها عُمان بعد هذا التاريخ إذا رغبت في ذلك.

استقلال زنجبار عن عُمان
حصن قديم في زنجبار بناه العُمانيين في أواخر القرن 17 للدفاع عن الجزيرة من البرتغاليين
أطاحت ثورة زنجبار عام 1964م بسلطانها جمشيد بن عبد الله بن خليفة آل سعيد وحكومته المكونة بشكل أساسي من العرب عن طريق الثوار الأفارقة المحليين. والسلطنة الواقعة شرق تنجانيقا المكونة أساساً من عدة جزر هي نموذج للتنوع العرقي، وقد منحتها بريطانيا الاستقلال عام 1963م ولكن أسفرت سلسلة من نتائج الإنتخابات النيابية بإبقاء العرب على سيطرتهم على الحكم كنتيجة الموروث باعتبارها مقاطعة سابقة لسلطنة عُمان. فأصاب الإحباط تحالف حزب أفرو شيرازي (ASP) مع حزب الأمة اليساري بسبب التمثيل البرلماني الناقص على الرغم من الفوز بنسبة 54% من الأصوات في إنتخابات يوليو 1963م، مما حرك جون أوكيلو عضو حزب أفروشيرازي حوالي 600 – 800 من الثوار صبيحة يوم 12 يناير 1964م في الجزيرة الكبرى أنغوجا، فإحتل مراكز الشرطة وإستولى على أسلحتهم، ثم تقدم نحو العاصمة ستون تاون حيث أطاحوا بالسلطان وبحكومته. ثم بدأوا بالاقتصاص من المدنيين العرب والآسيويون في الجزيرة وقد قدر عدد القتلى المدنيين نتيجة تلك الثورة من عدة مئات إلى 20,000 شخص. فجيئ بعبيد كرومي زعيم حزب أفروشيرازي فنصب رئيساً وقائداً للدولة الجديد ومنح حزب الأمة مواقع في السلطة. نظر الغرب إلى الحكومة الجديدة على أنها شيوعية، وبما أن وضع زنجبار لا يزال تحت النفوذ البريطاني، فقد وضعت الحكومة البريطانية عددا من الخطط للتدخل. لكن الخشية من إستيلاء الشيوعيين على السلطة لم يتحقق وقد تم إخلاء المدنيين البريطانيين والأمريكيين بدون مشاكل، فلم يكن هناك من حاجة لتنفيذ خطط التدخل البريطاني. وفي الوقت نفسه أنشأت قوى الكتلة الشيوعية من الصين وألمانيا الشرقية والاتحاد السوفييتي علاقات ودية مع الحكومة الجديدة عن طريق التعرف على البلد وإرسال المستشارين إليها. وقد ناقش كرومي موضوع إندماج زنجبار مع تنجانيقا وتكوين دولة جديدة إسمها تنزانيا وقد وصفت وسائل الإعلام المعاصرة لهذا الحدث بأنه محاولة لمنع الشيوعيين من تدمير زنجبار وقد أنهت تلك الثورة 200 عاماٌ من حكم العرب العُمانيين لزنجبار ويتم كل عام الإحتفال بهذه المناسبة في الجزيرة كذكرى سنوية ويوم عطلة رسمية.

عُمان والدولة البرتغالية





قائد بحري وسياسي برتغالي
كانت البرتغال تسيطر على الهند في القرن السادس عشر الميلادي، فقد عين دوم فرنسيسكو ألميدا عام 1505م أول حاكم برتغالي هناك وكان يهم دوم عمانويل أن يؤمن حركة التجارة بحيث ينافس تجارة مصر والبندقية ويسيطر على طريق الهند، فأوعز إلى الفونس البوكرك أن يبحر متجها إلى الشرق لمساعدة ألميدا وكان البوكرك قد دخل البحر العربي عام 1503م، فجاء إلى ملكه بإقتراح توسيع الإمبراطورية البرتغالية وإقامة قلاع عسكرية في كل مدينة للبرتغال فيها مصالح وذلك للإشراف على حكم تلك المدن وضمان ولائها للإمبراطورية، فحبذ الملك الإقتراح وشجع البوكرك بأن أعطاه أمراً يعينه فيه نائباً له في الهند ولكنه طلب منه ألا يظهره إلا بعد ثلاث سنوات.

خرج البوكرك في أربع عشرة سفينة فإتجه أسطوله أولا إلى سقطره وإحتلها وأسس فيها مركزا للبرتغال وفي 10 أغسطس غادر الأسطول سقطرة متجها إلى جزر خوريا موريا (جزر الحلانيات) ثم رسا في رأس الحد حيث إصطدموا مع أربعين سفينة صيد تعود لهرمز فأحرقوها جميعها ومن رأس الحد إتجهوا إلى قلهات، وقد عرفنا إنها ميناء عُماني يسيطر عليه حاكم هرمز الفارسي والظاهر أن حرقهم للزوارق في رأس الحد قد أخاف سلطات هرمز في قلهات فلم يعارض البوكرك أحد ودخل المدينة وبعد ذلك إتجه إلى ميناء قريات شرقي مسقط فدارت معركة بينه وبين الأهالي قتل منهم ثمانون ومن البرتغال ثلاثة وعلى أثر ذلك أحرق الأسطول المدينة وأشعل النار أيضا في سفنها الراسية بالبحر وكان عددها أربعين سفينة.

واصل البوكرك جولته الوحشية فإتجه إلى مسقط وكانت ميناء تجارياً كبيراً وعندما علم أهلها بما أجرمه في قريات أرسلوا إليه شخصين من أعيانهم نيابة عنهم وعن حاكم المدينة وكانت مسقط تدفع أتاوة سنوية لحاكم هرمز مقابل تركها في تجارتها وحكمها لأهلها، فعرض المندوبان على البوكرك أن يتفقا معه بنفس شروط هرمز ولكن البوكرك جاء لينفذ إقتراحاته في إقامة القلاع والإحتلال التام وفي سلب الأهالي، فكيف يعود بغنيمة للملك ويترك أحلامه وتجارته وبحارته في ثروة الشرق، فإختلق عذراً يبرر به قرصنته، فأتهم الأهالي رغم المفاوضات الدائرة إنهم يستعدون لحربه، فأمر سفينتين من أسطوله بالوقوف على ساحل المدينة وأن تقصفها بعنف. قاوم الأهالي ببسالة وعندما تعدت طاقتهم طلبوا إليه أن لا يحرق المدينة وعرضوا عليه دفع عشرة آلاف أشرفي ذهباً خلال أربع وعشرين ساعة ولكن الدراهم لم تتوفر فأشعل النار في جوانبها وذهبت بيوتها ومساجدها وسفنها طعمة للنيران وغرق من السفن التجارية البكرة أربعة وثلاثون ولم تستطع النيران الملتهبة أن تطيح بأعمدة جامعها الذي كان في المكان المعروف اليوم بالجزيرة، فأمر جنده بهدم تلك الأعمدة، فسقطت عليه الجدران فترك الجامع وشأنه حتى حوله من بعد إلى كنيسة والجزيرة معناها بالبرتغالية كنيسة. وإنتشرت أنباء ألفونسو دي ألبوكيرك في عُمان جميعها ولكنهم ويا للأسف لم يظهر فيهم من يجمع كلمتهم وينازلوا هذا العدو الدخيل، فتركوا كل مدينة وشأنها وعندما هجم على صحار هرب سكانها خوفاً وهلعاً فدخلها ألفونسو دي ألبوكيرك وأعمل فيها النهب والسلب واستمر ألفونسو دي ألبوكيرك في طريقه بالموانئ العُمانية ينهب ويحرق ويسلب حتى وصل إلى خور فكان وهناك لقيه أهلها ببسالة فقاوموه مقاومة عنيفة ولكنه تمكن من دخول المدينة فإنتقم منها إنتقاما كبيرا فقام بقطع أنوف وآذان من وقع في يده من الأسرى وأحرق أحياء المدينة.

أما سيف الدين ملك هرمز فرغم أنه إستطاع أن يجمع ثلاثين ألف جندي وأن يقذف إلى البحر أربعمائة سفينة، ستون منها ضخمة ولكنه شاء أن يقف موقف الذليل، فوقع إتفاقية مع ألفونسو دي ألبوكيرك على أن يدفع له أتاوة سنوية وأن تكون تجارة البرتغال حرة وأن لا تدفع سفنهم إلا ما تدفعه السفن البرتغالية، وقد إحتفظ بنفوذه في رأس الخيمة، وبنى البرتغال بهرمز مصنعا لهم وقلعة تحمي حاميتهم وعلى إثر هذه الإتفاقية طلب الشاه إسماعيل ملك إيران الجزية من هرمز، فعاد هذا يسأل ألفونسو دي ألبوكيرك فوعده بالحماية وأن هرمز عليها البرتغال بإسطولهم ورجالهم.

وهكذا نجحت أول موجة استعمارية للدخول إلى بلاد العرب ولعل الوحشية التي تفجرت من إندفاعها كانت إيذانا بفظاعة الاستعمار في كل مراحلة بداية وتمكنا ونهاية وفي عام 1509م تولى البوكرك منصب نائب الملك في الهند ومات البوكرك في جوا بالهند عام 1515م فخلفه لوبو سورين. وفي عهد لوبو قامت ثورات في مسقط وصحار ولكنه تمكن من القضاء عليها وفي عام 1526م أعلن أهالي قلهات ومسقط الثورة ضد البرتغال فقضى عليها القائد لوبو فاز وبعد ذلك امتد نفوذ البرتغال في كافة الموانئ العربية المطلة على بحر العرب والخليج العربي.

عُمان وآل بو سعيد


ملف:أحمد بن سعيد آل بو سعيدي الأزدي.
مؤسس دولة آل بو سعيد، الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد آل بو سعيدي الأزدي القحطاني

إن المؤسس الأول لدولة آل بو سعيد هو الإمام أحمد بن سعيد بن أحمد آل بو سعيدي الأزدي وهو رجل قوي شديد الإنضباط قام بتحرير البلاد من الغزو الأجنبي الفارسي ووحد العمانيين تحت راية واحدة نحو القوة والمجد. لقد كان الإمام احمد بن سعيد واليا على صحار من قبل اليعاربة ولكن تم اختياره إماما على عمان عام 1744م وذلك لمواقفه الوطنية وشجاعته وحنكته السياسية والتجارية والعسكرية.


ملف:سعيد بن تيمور بن فيصل آل بو سعيد.
السلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد

لقد كان توليه الحكم هو البداية الفعلية لحكم أسرة آل بو سعيد وهي الأسرة الحاكمة حيث أنشأ مؤسس الدولة الجديد جيشاً قوياً وأهتم بتدعيم الأسطول العُماني وتطويره لذا فقد حقق انتصارات حاسمة إستعاد فيها لعُمان مركزها وقوتها. لقد مثل حكمه النهاية الفعلية لعصر اليعاربة وإنهاء الخلافات والإنقسامات الداخلية والحروب التي أضرت بعُمان وبمكانتها التاريخية المرموقة.

لقد نمت وتعاظمت مساهمة وقوة الدولة البوسعيدية منذ بدايتها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي واستمرت متطورة رغم العثرات، حتى عصر النهضة المباركة والتي أرسى دعائمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وكأي دولة واجهت الدولة البوسعيدية العديد من التحديات الداخلية والهجوم الخارجي من القوى الإقليمية والأوربية، إلا إنها إستطاعت دوماً الصمود والانتصار، بفضل الوحدة الوطنية والتواصل مع القوى الأجنبية المحبة للسلام والوئام وهنا نوجز أهم الإنجازات والمكاسب التي حققتها الدولة البوسعيدية على أرض عُمان وعلى المستوى الإقليمي والدولي: الوحدة الوطنية حيث إستطاع البوسعيديون إن يوقفوا تصدع الوحدة الوطنية للعُمانيين التي حدثت في نهاية عهد اليعاربة وأن يوحدوا الشعب العُماني والقبائل العُمانية تحت راية واحدة وهدف واحد، عن طريق الوحدة الطوعية والحكمة واللين والتحالف والمصاهرة فقد تمت تقوية البناء القومي على أساس التسامح والمساواة والحرص على أموال الناس وأرواحهم وذلك على إختلاف قبائلهم ومناطقهم وأعراقهم وثقافاتهم والمحافظة على الأرض، حيث إستطاع البوسعيديون تحرير الأرض العُمانية من الوجود الفارسي ومن بعده الوجود الأوروبي بأشكاله وجنسياته المختلفة محافظين على سيادتهم على أرضهم ومياههم الإقليمية معتمدين على الله أولاً ثم على قوتهم الذاتية وتماسكهم ووحدتهم، محققين بناء دولة مركزية آمنه مطمئنة يسندها نظام قانوني وقضائي وإداري واضح ومحكم والقوة الاقتصادية والتجارية، حيث تمكن البوسعيديون من إخراج البلاد من الآثار السلبية للحروب الأهلية على الاقتصاد وضعف التجارة الداخلية والخارجية ومن ثم بناء قوة اقتصادية وطنية قوامها الإهتمام بالزراعة والري وقطاعات الإنتاج الأخرى والموانئ وطرق التجارة داخلياً وخارجياً.

أبرز الأحداث في تاريخ عُمان
من عام 3000 قبل الميلاد إلى 2000 قبل الميلاد: مجان (عُمان) تزود دلمون (البحرين) وبلاد ما وراء النهرين (آسيا الوسطى وبلاد القوقاز) بمواد أولية كالنحاس.
من عام 2000 قبل الميلاد إلى 1000 قبل الميلاد: إنحسار تجارة النحاس، الفارسيون يحتلون ساحل عُمان ويستوطنون فيه، وصول القبائل العربية.
من عام 1000 قبل الميلاد إلى 300 قبل الميلاد: ترويض الجمال، ظهور نظام الأفلاج وإنتشار الزراعة بسرعة كبيرة، سايروس الأعظم يفتح عُمان.
من عام 300 قبل الميلاد إلى 226 ميلادي: إزدهار تجارة اللبان من سمهرم في ظفار، وصول قبائل الأزد بزعامة مالك بن فهم إلى عُمان ويهزمون الفرس.
من عام 226 ميلادي إلى 640 ميلادي: الفرس يستعيدون السبطرة على ساحل الباطنة (فترة الساسانيين)، الأزديون يواصلون الحكم في منطقة الداخلية.
في عام 630 ميلادي: عُمان تعتنق الإسلام.
في عام 715 ميلادي: إنتخاب الجلندى بن مسعود كأول إمام.
من عام 715 ميلادي إلى 1250 ميلادي: العرب يوسعون نشاطهم التجاري والبحري بسرعة ويتخذون من صحار مركزاً لأنشطتهم البحرية.
من عام 1250 ميلادي إلى 1507 ميلادي: هرمز يؤسس دولة في ساحل عُمان.
من عام 1507 ميلادي إلى 1624 ميلادي: البرتغاليين بقيادة ألفونسو دي ألبوكيرك يستولون على قلهات وقريات ومسقط وصحار وهرمز ويسيطرون على التجارة في المحيط الهندي، إنشاء قلعتي الميراني والجلالي في مسقط.
في عام 1624 ميلادي: إنتخاب الإمام ناصر بن مرشد اليعربي أول إمام لليعاربة، البرتغاليين يتقهقرون إلى مسقط ومطرح.
من عام 1624 ميلادي إلى 1718 ميلادي: أسرة آل يعرب (اليعاربة) تحكم عُمان، طرد البرتغاليين من عُمان 1650 م. الأسطول العُماني يستولى على المستعمرات البرتغالية في شرق أفريقيا والهند وبلاد فارس، بناء القلاع في نزوى وجبرين والرستاق والحزم.
من عام 1718 ميلادي إلى 1747 ميلادي: إندلاع الصراعات القبلية بين قبيلتي الغافري والهنائي في أعقاب الخلاف حول الإمامة، طلب المساعدة من البرتغال، البرتغاليين يستولون على أجزاء من عُمان.
في عام 1747 ميلادي: السلطان أحمد بن سعيد يطرد البرتغاليين ويُنتخب أول إمام لأسرة آل بو سعيد.
من عام 1804 ميلادي إلى 1856 ميلادي: عهد السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، عصر ذهبي شهد كثير من الإزدهار والتوسع، إنتقل كرسي الحكم من مسقط إلى زنجبار، بعد وفاة السيد سعيد إنقسمت عُمان وزنجبار إلى سلطنتين منفصلتين.
من عام 1868 ميلادي إلى 1920 ميلادي: إنحسار مضطرد للهيمنة البحرية لعُمان بسبب إفتتاح قناة السويس وقدوم السفن البخارية، فترة الخلافات بين السلطان الذي يحكم المناطق الساحلية والإمام الذي يسيطر على المناطق الداخلية.
في عام 1920 ميلادي: إتفاقية السيب بين السلطان والإمام بتحديد مناطق النفوذ لكل منهما.
من عام 1952 ميلادي إلى 1955 ميلادي: الصراع بين عُمان والسعودية وأبوضبي على واحة البريمي.
من عام 1965 ميلادي إلى 1975 ميلادي: التمرد الشيوعي في ظفار.
في سنة 1967 ميلادي: بداية إنتاج النفط بكميات تجارية.
في سنة 1970 ميلادي: السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد يتولى مقاليد الحكم في البلاد كحاكم ثامن من أسرة آل بو سعيد.

عُمان في الحقبة الحديثة
كانت الإمامة الإباضية بالإنتخاب في أول الأمر، ثم تحولت إلى النظام الوراثي ثلاث مرات في عهد بني نبهان واليعاربة وآل بوسعيد. واستمر حكم أئمة الإباضية حتى الغزو البرتغالي لعُمان عام 1507م الذي استمر حتى عام 1624م وهي الفترة التي سُميت بالعصور المظلمة في عُمان. ثم إنتقل الحكم عام 1624م إلى اليعاربة بعد أن تم لهم طرد المستعمر البرتغالي وعادت عُمان للمذهب الإباضي مرة أخرى تحت قيادة الإمام ناصر بن مرشد الذي وحد الصفوف وإتجه لمقاومة البرتغاليين وإستفاد من عدم تدخل الإنجليز والفرس لمساندة البرتغاليين. تميز حكم اليعاربة بإمتلاك جيش قوي وأسطول ضخم كما شيدوا القلاع والحصون وأعادوا تعمير ما دمره المستعمر خلال فترات المقاومة.

تولى آل بوسعيد حكم عُمان عام 1154هـ - 1741م ويعود تاريخ آل بوسعيد إلى أحمد بن سعيد الذي عين مستشاراً لسيف بن سلطان، آخر من حكم عُمان من اليعاربة، فلما رأى اضطراب الأمور في البلاد وضعف الحاكم سيف بن سلطان وتفتت البلاد في عهده عمل على توحيد الصفوف وقضى على القوات الفارسية الموجودة بالبلاد وعلى إثر ذلك بويع إماماً للبلاد وتوالى الأئمة من آل بوسعيد حتى آل الأمر الآن للسلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد الذي شهدت عُمان في عهدة نهضة عمرانية واسعة وكان إستمرار آل بوسعيد في الحكم لمدة قرنين ونصف القرن، قد قدم دفعة قوية لدعم الوحدة العُمانية خاصة في مراحل محدودة بلغت ذروتها في عهد السيد سعيد بن سلطان (1804م - 1856م) ثم في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور آل سعيد باني نهضة عُمان الحديثة.

الجغرافيا[عدل]

Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: جغرافيا عمان





 ساحل صور في عُمان

جغرافيا عُمان


الساحل
3,165 كم

الدول المجاورة
السعودية والإمارات واليمن


عُمان تقع بين خطي العرض 16 درجة و28 درجة شمالاً وخطي طول 52 درجة و60 درجة E.

صحراء الحصى سهل واسع تغطي معظم وسط سلطنة عُمان مع سلاسل الجبال على طول الشمال جبال الحجر والساحل الجنوبي الشرقي، حيث توجد أيضاً المدن الرئيسية في البلاد: العاصمة مسقط وصحار وصور في الشمال وصلالة في الجنوب مناخ عُمان حار وجاف في المناطق الداخلية ورطب على طول الساحل. خلال العهود الماضية وتمت تغطية عُمان من قبل المحيط والتي شهدها عدد كبير من قذائف المتحجرة الموجودة في مناطق من الصحراء بعيداً عن الساحل الحديثة.

وتتميز شبه جزيرة مسندم بموقع إستراتيجي على مضيق باب السلام وتنفصل جغرافيا عن بقية سلطنة عُمان من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة.[23] سلسلة من البلدات الصغيرة التي تعرف باسم دبا هي بوابة الدخول إلى شبه جزيرة مسندم في البر وقرى الصيد من محافظة مسندم عن طريق البحر مع القوارب المتاحة للإستئجار في ولاية خصب للرحلات في شبه جزيرة مسندم عن طريق البحر.

تعتبر ولاية مدحاء جزء من سلطنة عُمان رغم إنها محاطة من جميع الجهات بدولة الإمارات العربية المتحدة وهي جيب خارجي لعُمان وتقع في منتصف الطريق بين شبه جزيرة مسندم والجزء الرئيسي من سلطنة عُمان وباقي الأراضي العُمانية،[23] وتتبع إدارياً محافظة مسندم التي تغطي ما يقرب من (75 29 كم²) وقد إستقر في حدود مدحاء في عام 1969م، مع الزاوية الشمالية الشرقية من متر بالكاد 10 مدحاء (32.8 قدم) من طريق إمارة الفجيرة ضمن معتزل مدحاء هي داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وقرية النحوة الذين ينتمون إلى إمارة الشارقة وتقع على بعد 8 كم (5 ميل) على طول الطريق الترابية غرب ولاية مدحاء الجديدة التي تتألف من حوالي 40 منزلاً مع عيادة ومقسم الهاتف.

0 comments: