بعد تصدير أول شحنة نفط عام 1949م، بدأ تأسيس وتنظيم أجهزة الدولة
الحديثة، ومن ذلك الاهتمام بالآثار، وورد في كتاب «الحلي الداني في سيرة الشيخ علي
آل ثاني» لمؤلفه الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني أن الآثار القطرية كانت
مجهولة، ولم يتصور أحد أن هذه البقعة من الأرض كانت في عصر من العصور مأهولة
بالسكان، إلى أن وفدت بعثة استكشافية دنماركية عام 1956 فأزالت ركام السنين عن
تاريخ هذه البلاد، وقد قدم لها الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني حاكم قطر الأسبق
(1949 - 1960) الدعم لإنجاز مهمتها التي انتهت في عام 1963، وذكر محمد جاسم
الخليفي في كتابه «المواقع الأثرية، التراث المعماري، المتاحف في قطر» بعض المواقع
التي نقبت فيها البعثة الدنماركية خلال الخمسينيات والستينيات، ومنها: الجساسية،
وموقع ارفيق، وموقع الوسيل، وتلال الخور المدفنية، ومدافن أم الماء، وموقع مروب،
ونقوش فريحة، وموقع المزروعة، وموقع إدعسة وأم طاقة، وتوصل الباحثون إلى أدلة تشير
إلى أن المنطقة كانت على اتصال بالحضارات الكبرى التي كانت قائمة فيما بين 4000
إلى 3000 قبل الميلاد في كل من حوض نهر النيل وبلاد ما بين النهرين وفارس والهند.
وفي هذا الجانب يقول الخليفي إن الآثار شاهد على مسيرة وتاريخ كل
شعب، وهي في مجموعها تمثل قيماً حضارية إنسانية وتعد سجلاً نتابع به حياة الإنسان
على هذه الأرض.
وكان الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني يهتم بالمتاحف اهتماماً كبيراً،
وكان يحرص في زياراته الخارجية على زيارة المتاحف في الدول التي يزورها، ففي عام
1954 عندما زار بريطانيا كان ضمن جدول الزيارة الرسمية زيارة لمتحف الآثار
البريطاني، وفي عام 1957 زار مصر وذكرت صحيفة الأهرام أنه أبدى إعجابه بالمتحف
الموجود في قصر الإسكندرية، وفي العام نفسه زار الهند وحرص على زيارة متاحفها
وآثارها، وفي عام 1960 زار سوريا وحرص على زيارة مدينة تدمر الأثرية.
وفي عهد حضرة صاحب السمو الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني كان هناك
اهتمام واسع بالآثار والمتاحف وترميم المباني الأثرية في الدولة، فقد رُمّم القصر
القديم في عام 1972م تمهيداً لتحويله إلى متحف وطني يضم تراث قطر والجزيرة
العربية، وفي 23 يونيو 1975 افتتح متحف قطر الوطني رسمياً، وفي عام 1977 افتتح
القسم البحري، وفي العام نفسه أنشئت إدارة السياحة والآثار، وفي 26/2/1980م صدر
قانون رقم 2 لسنة 1980 بشأن الآثار، وقد رمّمت مجموعة من المباني الأثرية القديمة
في قطر وافتتحت كمتاحف، ومنها:
1- متحف بيت التقاليد الشعبية (22 فبراير 1980).
2- متحف قلعة الكوت (1985).
3- متحف قلعة الزبارة (1986).
4- متحف الوكرة - بيت المطلق (24 فبراير 1988).
5- متحف الخور الإقليمي (1991).
6- متحف السلاح (1994).
وفي عهد حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد
المفدى شهد مجال الآثار والمتاحف اهتماماً كبيراً، ففي ديسمبر من عام 2005 أُسست
هيئة متاحف قطر التي تتركز رؤيتها على استكشاف وحماية وتعزيز المواقع الأثرية
والتراثية، وطرح سياسات وطنية لبناء قطاع حيوي للمتاحف والتراث والفنون، وتنمية
وعرض مقتنيات ذات مستوى عالمي في مبانٍ معمارية على الطراز العالمي، وإنشاء
نظام فعال لجمع وحفظ وترميم المواقع التاريخية والمعالم الأثرية، وفي 22 نوفمبر
2008م افتتح متحف الفن الإسلامي الذي يضم مقتنيات إسلامية من أوروبا وآسيا يتراوح
تاريخها بين القرن السابع الميلادي والقرن التاسع عشر، وتعكس ملامح الحضارة
الإسلامية.
ومن معارض الآثار والتراث والفن العالمي التي نظمتها هيئة متاحف
قطر:
- معرض اللؤلؤ (2010).
- معرض الفروسية (2010).
- المعرض الهولندي (2010).
- معرض تراث بلا حدود (2010).
- المعرض الأولمبي الرياضي (2011).
- المعرض العثماني (2011).
- معرض «مال لول» (2012).
- معرض ألف اختراع واختراع (2012).
- معرض فن الترحال (2012).
- معرض جذور عربية (2012).
- معرض الفنان التشكيلي يان مينغ (2012).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أكد السيد علي جاسم الكبيسي، المدير التنفيذي للآثار بالوكالة بهيئة متاحف قطر، أن هيئة متاحف قطر، بدعم من سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، تولي البحث في الآثار أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن دراسة الآثار تهدف إلى التعرف على أنماط الحياة القديمة، وهي التي تزودنا بقراءة للتاريخ وما قبله، موضحاً أن دارس التاريخ، تحديدا، لا يمكنه الاستغناء عن الآثار، لأنها تقدم دليلاً ومؤشرات وتعطي نتائج تبين الكثير عن الحضارات السابقة، موضحاً أن "الآثار" هي كل ما تركه الإنسان من أي عصر، وما يمكن أن يؤدي بنا للتعرف على الكثير من الخصائص في تلك العصور والحقب.
جاء ذلك خلال الندوة، التي نظمها مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر بالتعاون مع هيئة متاحف قطر للإعلان عن حفائر موسم 2016 بمشروع المسح الأثري بالعسيلة "جنوب قطر" وتم خلالها الإعلان عن النتائج والتوقعات الخاصة بالمسح.
وقال الكبيسي: "إن هيئة متاحف قطر قامت بتوقيع اتفاقية مع المعهد الألماني للآثار للبحث والتنقيب جنوب قطر، والتي عرضت بعثته خلال الندوة النتائج التي توصلت إليها، ويتراوح عددها بين 5 إلى 7 آلاف قطعة أثرية، منها بعض الحجارة التي كانت تستخدم في صناعة الأسلحة الحجرية، وبعض العملات والحلي وغيرها، والتي تعد مؤشرات على تعدد العصور التي شهدتها تلك المنطقة، موضحاً أن النتائج لا زالت في بدايتها حيث سيتم تحليها والكشف عن المعلومات من خلالها واستخدامها في البحث العلمي، وأن الأهمية فيها أهمية بحثية استدلالية للوصول إلى نتائج عن الحضارات الموجودة في السابق.
وأوضح أن إعلان نتائج البعثة من داخل جامعة قطر جاء باعتبارها جامعة شريكة لهيئة المتاحف، وبينهما تعاون مشترك، مشيراً إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها بينهما وتتضمن أن تقوم البعثة في نهاية كل موسم تنقيبي بالإعلان عن نتائج البحث والموجودات من خلال الجامعة "وهذا التعاون ليس بجديد لكنه موجود منذ سنوات سابقة، ونحن من جانبنا نثمن جهود الجامعة في هذا المجال"، مشيراً إلى أن التعاون يتضمن أيضا تنظيم ورش عن الآثار والمتاحف بالجامعة، واستقبال الهيئة للطلاب الراغبين في القيام بأبحاث علمية متعلقة بعلم الآثار، حيث تقوم بتزويدهم بالمواد العلمية التي تساعدهم في أبحاثهم ودراستهم.
من جانبها قالت الباحثة في المشروع، ستيفاني تليتمان، عضو البعثة الألمانية ومساعدة المدير الخبيرة: "إنه تم اختيار هذه المنطقة لظهور الكثير من الأحافير التي كانت منظورة بالعين المجردة على السطح، موضحة أن الآثار التي تم العثور عليها في هذه المنطقة تؤكد أنها كانت مأهولة حتى وقت قريب، كما يعود تاريخها لحقب قديمة، من خلال آثار لإشعال النار وبعض الأبنية وآبار المياه، والحلي النسائية والعملات المعدنية وزجاجات وهي حديثة تعود للقرن 19، مشيرة إلى أن الكثير من الآثار الموجودة في المكان تعرضت لأضرار كبيرة، وأن الموقع لا زال يحتاج للكثير من التحقيق والاستقصاء، كما أن الحفريات التي تم الحصول عليها تحتاج إلى دراستها للحصول على بيانات تتعلق بالتاريخ.
جاء ذلك خلال الندوة، التي نظمها مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر بالتعاون مع هيئة متاحف قطر للإعلان عن حفائر موسم 2016 بمشروع المسح الأثري بالعسيلة "جنوب قطر" وتم خلالها الإعلان عن النتائج والتوقعات الخاصة بالمسح.
وقال الكبيسي: "إن هيئة متاحف قطر قامت بتوقيع اتفاقية مع المعهد الألماني للآثار للبحث والتنقيب جنوب قطر، والتي عرضت بعثته خلال الندوة النتائج التي توصلت إليها، ويتراوح عددها بين 5 إلى 7 آلاف قطعة أثرية، منها بعض الحجارة التي كانت تستخدم في صناعة الأسلحة الحجرية، وبعض العملات والحلي وغيرها، والتي تعد مؤشرات على تعدد العصور التي شهدتها تلك المنطقة، موضحاً أن النتائج لا زالت في بدايتها حيث سيتم تحليها والكشف عن المعلومات من خلالها واستخدامها في البحث العلمي، وأن الأهمية فيها أهمية بحثية استدلالية للوصول إلى نتائج عن الحضارات الموجودة في السابق.
وأوضح أن إعلان نتائج البعثة من داخل جامعة قطر جاء باعتبارها جامعة شريكة لهيئة المتاحف، وبينهما تعاون مشترك، مشيراً إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها بينهما وتتضمن أن تقوم البعثة في نهاية كل موسم تنقيبي بالإعلان عن نتائج البحث والموجودات من خلال الجامعة "وهذا التعاون ليس بجديد لكنه موجود منذ سنوات سابقة، ونحن من جانبنا نثمن جهود الجامعة في هذا المجال"، مشيراً إلى أن التعاون يتضمن أيضا تنظيم ورش عن الآثار والمتاحف بالجامعة، واستقبال الهيئة للطلاب الراغبين في القيام بأبحاث علمية متعلقة بعلم الآثار، حيث تقوم بتزويدهم بالمواد العلمية التي تساعدهم في أبحاثهم ودراستهم.
من جانبها قالت الباحثة في المشروع، ستيفاني تليتمان، عضو البعثة الألمانية ومساعدة المدير الخبيرة: "إنه تم اختيار هذه المنطقة لظهور الكثير من الأحافير التي كانت منظورة بالعين المجردة على السطح، موضحة أن الآثار التي تم العثور عليها في هذه المنطقة تؤكد أنها كانت مأهولة حتى وقت قريب، كما يعود تاريخها لحقب قديمة، من خلال آثار لإشعال النار وبعض الأبنية وآبار المياه، والحلي النسائية والعملات المعدنية وزجاجات وهي حديثة تعود للقرن 19، مشيرة إلى أن الكثير من الآثار الموجودة في المكان تعرضت لأضرار كبيرة، وأن الموقع لا زال يحتاج للكثير من التحقيق والاستقصاء، كما أن الحفريات التي تم الحصول عليها تحتاج إلى دراستها للحصول على بيانات تتعلق بالتاريخ.
أكدت الدكتورة شيرين المنشاوي، أستاذ مشارك تاريخ قديم وآثار في قسم العلوم الإنسانية قسم العلوم والآداب بجامعة قطر، أن هدف جامعة قطر بكوادرها، وأساتذتها، وطاقمها الإداري والأكاديمي هو تطوير قدرات طلاب الجامعة بكل ما يستطيعون من وسائل، وتأتي هذه الندوة التي تعرض نتائج الحفائر والمكتشفات الأثرية الجديدة في هذا الإطار حيث إنه من المُهِم للغاية أن يطلع طلابنا على هذا أولاً بأول ومن خلال القائمين على البحث والتنقيب، لأن الآثار لها علاقة وطيدة بالتاريخ الذي ندرسه من خلالها، خصوصاً للفترات التي لم يكن هناك فيها شيء مكتوبٌ "ما قبل التاريخ"، مثل الموقع الذي قامت البعثة بالتنقيب فيه، وتحليل هذه الآثار يمكنه أن يحكي قصة هذا المكان، والناس الذين عاشوا فيه، وماذا كانوا يفعلون، وطبيعة ونمط الحياة، وهذا أمر مهم للتعرف على تاريخ قطر وسكانها قديماً".
تحدث أدريان لينج عضو البعثة والباحث المهتم بالآثار في منطقة الخليج العربية، عن التسلسل التاريخي والأثري لاستخدامات الزجاج في قطر من خلال ما تم اكتشافه من زجاجات في منطقة العسيلة.
وقال: "إن عثور الفريق على عدد من الزجاجات خلال قيامه بالتخييم هناك، كان مثيراً للاهتمام "فرغم أن البعض قد ينظر إليها باعتبارها قمامة حديثة العهد، لكنها بالنسبة لنا ليست كذلك، فهي يمكن أن تخبرنا بالعديد من الأشياء، مثل نمط الحياة في ذلك الوقت، والتغيرات الاجتماعية، وأن هذا الموقع كان مأهولاً بالسكان حتى خمسينات وستينات القرن الماضي، وأيضا كانت بعض الزجاجات مصنوعة في قطر وأخرى من الخارج وهذا يكشف عن وجود صناعة للزجاج محلية منذ سنوات طويلة، فكان مثيراً للاهتمام أن تلك الصناعة كانت موجودة بالشرق الأوسط وفي الصحراء منذ 70 عاماً، والكثير من الأشياء يمكن أن تخبرنا عنها هذه البقايا والمخلفات حتى ولو كانت حديثة العهد، لكنها بالنسبة لنا آثار لها أهمية بالغ وتخبرنا عن الكثير".
الجامعة تثري معلومات الطلاب
قالت الدكتورة مريم المعاضيد، نائب رئيس جامعة قطر للبحث والدراسات العليا، أن الهدف من الندوة هو إثراء معلومات طلاب جامعة قطر بالمكتشفات الأثرية في قطر، باعتبارها الجامعة الوطنية التي تضم 17 ألف طالب، ومن هنا كانت الشراكة بينها وبين هيئة متاحف قطر، موضحة أن الجامعة تستهدف تعريف طلاب التاريخ على تاريخ بلدهم من خلال الآثار المستخرجة.
تعود لآلاف السنين
0 comments:
Post a Comment