الحضارات التي تعاقبت على دولة قطر
قطر هي إحدى الدول العربية الواقعة في الشرق من شبه الجزيرة العربية، حيث تطل هذه الدولة على الخليج العربي، و لها حدود مشتركة مع السعودية، و هي حدود برية على عكس حدودها مع البحرين و الإمارات و التي هي حدود بحرية.
قديماً كانت الأرض القطرية مأهولة بالسكان، منذ أربعة آلاف قبل الميلاد، و هذا ما دلت عليه المكتشفات من الحفريات و النقوش و الفخاريات و ما إلى ذلك مما استطاع علم الآثار إيجاده و التنقيب عنه. أما في القرن الخامس الميلادي فقد أشار هيودوس المؤرخ القادم من اليونان إلى قطر، إضافة إلى بطليموس و الذي وضع قطر ضمن خريطته، حيث أن بطليموس كان عالماً في الجغرافيا، و سماها " قطاراً " و التي تشير إلى بلدة " الزبارة القطرية "، و التي تعد إحدى أهم موانئ الخليج العربي، نتيجة إطلالتها و موقعها المميزين من الخليج العربي.
كما أن الشعب القطري في القديم و تحديداً في العهد الإسلامي كان قد لعب دوراً هاماً في الفتوحات الإسلامية، حيث أنه شكل أول أسطول بحري إسلامي فيها حشد لنقل الجيوش الإسلامية، و كان ذلك في أيضاً في مدينة " الزبارة "، كما و خضعت قطر لحكم العثمانيين في القرن السادس عشر لمدة أربة قرون متتالية، وشهد القرن الثامن عشر ارتحال آل ثاني إلى قطر، من منطقة اشيقر، حيث استقروا في " الزبارة القطرية "، إلى أن تزعم القبائل القطرية ووحدها الشيخ محمد بن ثاني، وفي القرن التاسع عشر حكم آل ثاني قطر، وفي نفس القرن انضمت قطر إلى العثمانيين، وظلت هكذا إلى القرن العشرين تحديداً في العام 1913 ميلادية، وهكذا كانت قطر قديماً.
أما اليوم فتعد قطر دولة ذات رخاء اقتاصدي كبير، فهي الأولى عالمياً في مستوى دخل الفرد، كما أنها دولة منفتحة عالمياً، وتتميز قطر بعدة ممبزات اليوم من أهمها الإعلام القوي والواضح من قناة الجزيرة ذات الشهرة العالمية، إضافة إلى ذلك هناك المؤسسة القطرية للإعلام، اما سياحياً فيوجد في قطر اماكن سياحية من اهمها سوق واقف الشعبي السياحي الذي يقع وسط العاصمة القطرية الدوحة، كما أن هناك منطقة سيلين والتي تتكون من كثبان ركلية كبيرة وتبعد عن الدوحة ما يقترب من السبعين كيلو متراً، إضافة إلى منطقة الزبارة والتي تعتبر إحدى المناطق الأثرية في قطر، نظراً إلى تاريخ هذه المدينة ودورها القديم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطر خلال العصور الإغريقية
والرومانية:
وقد ورد اسم قطر في كتب القدماء من الاغريق فيذكر مؤرخهم الشهير (هيرودوت) أن قطر كانت مستقراً للقبائل العربية الكنعانية فيما بين (3000 / 2400 ق.م) كما حدد الجغرافي الإغريقي بطليموس اسم قــطــر في خريطته المسماة بلاد العرب. ولقد كانت التجارة الإغريقية والرومانية بين أوروبا والهند تمر عبر الخليج العربي خلال القرن الثاني والأول قبل الميلاد . وتدل الشواهد الأثرية التي وُجدت في قطر، خاصـــة في رأس أبروق على نفوذ إغــريقي وروماني في شبه الجزيرة القطرية حيث ُوجدت آثار تتمثل في دار سكنية، َومعالم حجرية ، تنورّ لإعداد الطعام , وأحواض منخفضةً تحتوي على كميات كبيرة من عظام السمك.
ولقد أظهرت الحفريات في رأس ابروق على الساحل الغربي على وجود حجرتين متصلتين بجدار فاصل بحجرة أخرى ثالثة تطل على البحر. مما يدل بدون شك أن المنطقة كانت محطة صيد موسمية ينزل فيها الصيادون لتجفيف أسماكهم خلال هذه الفترة، وفي الحقيقة فإن أهم سلعتين كانت تصدرهما قطر خلال الفترة الإغريقية والرومانية هما اللآلئ الطبيعية ذات الشهرة والسمك المجفف.
قطر خلال عصر الحضارة الساسانية الفارسية ( 226 / 651 م ):
برزت منطقة الخليج العربي بأكملها كأهم مركز تجاري يربط الشرق والغرب خلال عهد الإمبراطورية الفارسية الساسانية منذ القرن الثالث الميلادي وحتى منتصف السابع الميلادي, حيث كانت قطر تابعة لحكم المناذرة حلفاء الدولة الساسانية ثم دخلت المنطقة تحت مظلة وراية الإسلام في العام الثامن الهجري الموافق 629 م.
وكان يتم مقايضة السلع التي تأتي من الشرق، وأهمها : النحاس والتوابل وأنواع من الأخشاب (الصندل-التيك-الساج-الماهجني)، بحمولات السفن من: الأصباغ، المنسوجات، اللآلئ، التمور، والذهب والفضة، ولقد لعبت قطر دورًا بارزًا في هذه الحركة التجارية الساسانية وكانت تساهم بالسلع التي تشتهر بها البلاد وهما الأصباغ الأرجوانية والبرود القطرية واللآلئ الثمينة. كل ذلك كان من نتائج الأبحاث والدراسات التاريخية والحفريات التي عثر عليها في مناطق متفرقة من البلاد بواسطة البعثات الأثرية الأجنبية خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
:
تعتبر الآثار شاهداً على مسيرة تاريخ كل شعب من شعوب العالم عبر القرون، وشاهداً حياً على مراحل حضارته ومن ثم فهي أصدق تعبير عن تلك المراحل. والآثار في مجموعها تُمثل قيماً حضارية إنسانية، فهي سجلاً نتابع به حياة الإنسان على هذه الأرض، وشاهداً على ما حققته الحضارات من إنجازات، فالآثار عبارة عن المخلفات المادية التي تركها الإنسان القديم من مباني وأدوات وأواني ونقوش ورسوم وتماثيل وغيرها، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين لم تتوقف عمليات البحث والتنقيب عن الآثار والمواقع الأثرية في قطر فلقد بدأ العمل والتنقيب الأثري في قطر في عام 1956م عندما اتفقت الحكومة القطرية مع البعثة الدانمركية(1) للقيام بالتنقيب عن الآثار في مناطق عديدة في قطر ،ولمدة 10 سنوات(1) ثم توالت البعثات الأجنبية ففي عام 1973م قامت البعثة البريطانية بالتنقيب عن الآثار، كما قامت بعثة فرنسية في الفترة من عام 76-1981م بالتنقيب عن الآثار، وكذلك البعثة اليابانية عامي 1988م و1990م كما قام فريق محلي من إدارة المتاحف والآثار منذ عام 1983م بالتنقيب والاستكشاف في العديد من المواقع الأثرية.
المخلفات المادية لعصور ما قبل التاريخ التي وجدتها البعثة الدنمراكية بدولة قطر:
· الأدوات الحجرية:
وتشمل مجموعة من المكاشط بأنواعها والسكاكين والأطرف المدببة السميكة والمسننات والمثاقب والأدوات البيضاوية والرقائق الحجرية ورؤوس السهام وغيرها.
· المستوطنات والمنشآت الحجرية:
وتشمل بقايا المنازل التي استوطنها إنسان العصور الحجرية سواءً أكانت مساكن دائمة أم معسكرات تخييم موسمية.
· الأواني الفخارية:
تم العثور على مجموعة كبيرة منها بمختلف أنواعها وأشكالها في مناطق عديدة من قطر من أهمها فخار العبيد الذي يعتبر من أقدم الأنواع الفخارية التي وجدت في قطر.
· النقوش الصخرية:
تم العثور في قطر على أعداد كبيرة من النقوش والرسوم الصخرية ويمكننا تقسيمها إلى المجموعات التالية: رسومات بشرية وحيوانية الأشكال الهندسية، كتابات قديمة، أثار الأيدي والأقدام.
· النقوش الصخرية:
تم العثور في قطر على أعداد كبيرة من النقوش والرسوم الصخرية ويمكننا تقسيمها إلى المجموعات التالية: رسومات بشرية وحيوانية، الأشكال الهندسية، كتابات قديمة، أثار الأيدي والأقدام.
· العمارة الجنائزية:
· وتشمل أنماطاً شتى من المدافن ، وتنقسم المقابر من الناحية المعمارية إلى مجموعتين هما النصب أو التلال الركامية وهي عبارة عن مقابر ذات جدران من الألواح الحجرية الصلبة توجد تحتها حفر الدفن ذات شكل بيضاوي أو مستطيل، والمقابر الواقعة تحت مستوى سطح الأرض.
.
دور دولة قطر في المحافظة على المواقع الأثرية والمخلفات المادية:
1. الاستمرار في علمية البحث عن المواقع والمخلفات الأثرية، حيث بدأ الاهتمام بالتنقيب عن الآثار وتسجيلها ودراستها في دولة قطر منذ منتصف القرن الماضي، ولا يزال هناك الجزء الأكبر من تاريخ البشرية والحضارة لم يكتشف بعد في قطر.
2. إنشاء إدارة المتاحف والآثار التابعة لوزارة الثقافة والفنون والتراث وتختص هذه الإدارة بالمحافظة على التراث القومي والبحث عنه وجمعة وتصنيفه وتبويبه وشرحه والتنقيب عن الآثار ومسح المواقع الأثرية المختلفة في الدولة وترميم الآثار والمباني التاريخية بهدف المحافظة عليها.
3. إنشاء المتاحف و تنظيمها للمحافظة على الآثار والتعريف بها مثل متحف قطر الوطني والمتحف البحري ومتحف الخور ومتحف قلعة الزبارة وأخيراً متحف قطر الإسلامي والذي يحتوي على أكثر من 800 قطعة فنية أثرية.
4. نشر وترجمة مجموعة من الأبحاث والدراسات التي ألفها عدد من علماء الآثار في البعثات الأجنبية مما يحفز الشباب للإسهام في استكمال مشوار البحث والتنقيب عما لا يزال مخبؤًا في مناطق قطر وجزرها المحيطة.
5. إصدار مجموعة كبيرة من الكتب والمجلدات حول تاريخ قطر في عصور ما قبل التاريخ التي تعطي صورة واضحة عن المراحل التاريخية التي مرت بها قطر في تلك الفترة، كما تلقي الضوء على أهم المواقع والمخلفات المادية التي تم العثور عليها.
قطر خلال العصر البابلي:
سيطر رعاة جبال زاجروس (كاساتيو) على مقاليد الأمور ببابل في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد،بعد وفاة الملك حمورابي عام 1669 ق.م. وامتد نفوذهم إلى كامل منطقة الخليج ومن ضمنها شبه جزيرة قطر ولقد ُعثر بإحدى جزر خليج الخور شمال الدوحة
على أواني خزفية تبرهن على الصلات الوثيقة بين سكان قطر والحضارة البابلية خلال هذه الفترة
:صور
0 comments:
Post a Comment