Thursday, 13 July 2017

بعلبك









بعلبك روح الحضارة الفينيقية في لبنان
ازدهرت في العصر العباسي وما زالت متميزة
كتب المحرر الثقافي
تعتبر لبنان من أصغر الدول العربية مساحة الا انها تمتلك بعدا حضاريا  وثقافيا تناطح الدول العربية التي تفوقها مساحة،وتعد لبنان مقر الحضارة الفينيقية في بلاد الشام اضافة الى حضارات عدة.
ومن أهم المدن اللبنانية التي تحتضن اثارا مميزة مدينة بعلبك التي تقع في قلب سهل البقاع الذي يمتاز بخصوبة اراضيه مع توفر المياه من خلال نهر الليطاني.
تمتاز بعلبك كونها ارض استراتيجية للنقل البري كما انها مدينة مهمة منذ القدم لذا قام الرومان ببناء معابد عدة باتت عامل جذب للسياحة اضافة الى المهرجانات الثقافية التي تنظمها تلك المدينة.

وللمدينة اكثر من اسم عبر الزمن فقد ذكرت المصادر ان اسمها في التوراة "بعلبق"، وقد ذكر أنيس فريحة في كتابه "أسماء المدن والقرى اللبنانية" أن إسم المدينة هو سامي ومصدره كلمتي "بعل" وتعني "مالك" أو "سيد" أو "رب"؛ و كلمة "بق" وتعني البقاع رافضا أن يكون اسم إله كما يدعي البعض لعدم وجوده في اللغات السامية، فيكون معناها "إله وادي البقاع".
 وهناك من العرب اسماها "مدينة الإله بعل". وأطلق على المدينة أيام الرومان بالـ"هيليوبولس" (أي مدينة الشمس) عند الرومان، وتحديدا بإسم "مستعمرة جوليا أغوسطا مدينة الشمس". كما سماها الأميون بالقلعة.
وهناك الكتابات و النقوش التي ما زالت، ماثلة إلى اليوم على قواعد الأعمدة، وحجارة المعابد في هياكل بعلبك والقسم الثالث ولعله الأهم - لأنه أوضح غوامض المصدرين السابقين - هو النميَّات (المسكوكات) التي ضربت في بعلبك وحملت صور الأباطرة و أسماءهم ونقوش الهياكل البعلبكية.
 تقع بعلبك على مفترق عدد من طرق القوافل القديمة التي كانت تصل الساحل المتوسطي بالبر الشامي وشمال سورية بفلسطين.
وقد استفادت عبر تاريخها الطويل من هذا الموقع المميز لتصبح محطة تجارية هامة ومحجاً دينياً مرموقاً. نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي وأهميّتها الزراعية، أصبحت في عام 47 ق.م. مستعمرة رومانية بأمر من يوليوس قيصر والموقع المختار لبناء أكبر الهياكل الرومانية كمعبد باخوس التي عكست ثروة وقوة الإمبراطورية الرومانية. وقد استمرت عمليات البناء أكثر من مئتي عام وأشرف عليها اباطرة رومانيون مختلفون. ومن أجل الوصول إلى هذه الهياكل، لا بد للزائر ان يمر أولا بالاروقة الرومانية الضخمة وبساحتين تحيط بهما الأعمدة المهيبة.
بعلبك في العهد البيزنطي(395 - 635 م
وفي نهاية القرن الثالث كانت الإمبراطورية الرومانية على حافة الإنهيار وتلاشي السلام الذي وفر الإزدهار في القرون السابقة. و اشتعلت الفتن الداخلية وكثر الطامعون بالعرش مما حمل بعض فرق الجيش على تنصيب قنسطنطين (306-Constantin" (337" امبراطوراً، و في سنة 330م بعد أن نجح في توحيد الإمبراطورية تحت إمرته، نقل عاصمته من روما إلى بيزنطة التي أعاد بناؤها ومنحها إسمه، وفي عاصمته الجديدة منع بناء المعابد الوثنية، ثم أصدر أمراً بإغلاق المعبد الكبير في هليوبوليس (بعلبك). كتب المؤرخ البيزنطي سقراط سكولا ستيكوس.
   
Description: بعلبك
إن قسطنطين الغى الإحتفالات الفاسقة التي كانت تمارس في بعلبك هليوبولس وأمر ان تبنى كنيسة في هليوبولس فينيقيا، تكفيراً عن خطايا البغاء إذ كانت تعرض عذارى للغرباء، فمنع هذه الطقوس التي راجت طويلا، واصلح الأخلاق الفاسدة لشعب هليوبولس[3]
   
Description: بعلبك
وعادت الوثنية إلى الظهور لما تولى عرش روما الإمبراطور جوليان الجاحد (Julien Lapostut)-( 363-361م). لأنه أقر الوثنية، واعتبر البطل الأخير للآلهة الرومانية الإغريقية. لأنه استخدم نفوذه لإحياء المعتقدات القديمة. هذا التطرف الذي مارسه وثنيو هليوبولس شكا منه جوليان الجاحد نفسة. وأعلن ان الإجراءات التي نفذت في بعلبك سارت شوطاً بعيدا تعدى أوامره. وفي آخر عهد فالنس نشهد ذكر بعض اساقفة هليوبولس. فالأسقف ايلي البعلبكي شارك في مجمع انطاكية الكنسي سنة 378م والتزم مقرراته بوصفه متروبوليت هليوبولس. وفي السنة التالية اعتلى العرش ثيودوسيوس (Theodosius)-(395-379م)، فأعاد المسيحية إلى الأمبراطورية، وفاق بإيمانه سلفه قسطنطين ولئن اقتنع قسطنطين بإغلاق هياكل الإغريق فإن ثيودوسيوس دمَّرها ، وانتقم لنصارى بعلبك فحول هيكلها المختص ببعل هليوبولس إلى كنيسة، وأمر بهدم مذبح التضحية وبرج القاعة الكبرى، وأشاد على أنقاضها كنيسة أخذت حجارتها من هيكل جوبيتر وكان عرض الكنيسة 36 متراً وطولها 63 متراً وتألفت من صحن خاص بالمصلين وممرين جانبيين، ينفصل كل واحد منهما عن الصحن بثلاثة أعمدة ضخمة تعلوها أقواس حجرية معقودة. قال يوسيبوس:

إن تسلسل الأحداث يكشف أن جيوش المسلمين قصدت بعلبك مرتين سنة 13 هـ . والثانية 14 هـ . لكن الأحداث المتسارعة في بلاد الشام حالت دون مهاجمة المدينة. والأخبار تؤكد أيضاً أنها فتحت مرتين وتمتا سنة 15 هـ. الأولى قبل معركة اليرموك، والثانية بعد معركة اليرموك .

وشهدت بعلبك أوضاعاً مضطربة عندما ظهر القرامطة في بلاد الشام، وأغاروا على دمشق سنة 290هـ / 905م.
وعادت بعلبك إلى سلطة العباسيين، وارتبط عمالها بأمير دمشق (أحمد بن كيغلغ) الذي تولى دمشق أيام ( المكتفي)، ثم ( المقتدر) ثم ( الظاهر)، أي من سنة (323:291هـ)
وتعتبر مدينة بعلبك من أهم المدن السياحية في لبنان و في الشرق، بعلبك هي إحدى المدن التاريخية الأهم في لبنان. تعتبر الهياكل الموجودة في بعلبك من أكثر الهياكل التي تعود إلى العصر القديم شهرة. الموقع الأثري هو الشاهد الأساسي على قوة وثروة وعظمة الإمبراطورية الرومانية.
على مسافة قصيرة من القلعة تقع مجموعة من المعالم السياحية الإسلامية، التي بنتها الحضارات العربية المتعاقبة على المدينة. العديد من المنازل العثمانية الجميلة تمنح المدينة جانب معماري مثير للاهتمام. تجمع بعلبك بين المناظر الطبيعية الخلابة والتقاليد المختلفة والفنادق التاريخية الجميلة.

سوف تبقى بعلبك من اهم المدن في لبنان سياحيا وثقافيا كما انها مدينة تاريخية عريقة كعراقة الشرق الذي تنتمي اليه.


بعلبك قبلة سياحية


بعلبك وسحر المساء













0 comments: