Wednesday 27 December 2017

موضوع وصور مفدي زكريا


الشاعر الجزائري مفدي زكريا

كتب النشيد الوطني بدمه على جدار السجن

شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا
عبر عن معاناة الشعب الجزائري من الاحتلال الفرنسي
دخل السجن أكثر من مرة وأصدر صحيفة الشعب التي أغلقت

كتب المحرر الثقافي

ولد أدب الحرب في الجزائر التي عانت كثيرا وطويلا من الاحتلال الفرنسي وقد برزت أسماء كثيرة من الأدباء الذين أبدعوا في كتابة كافة الأجناس الأدبية مثل الشعر والقصة القصيرة والرواية،وفي مقدمتهم الشاعر الكبير مفدي زكريا الذي كتب النشيد الوطني.

ولد الشاعر مفدي زكريا في الجزائر عام 1977م و توفي في عام 1908م،وهو شاعر لا ينتمي الا للوطن الذي حارب من أجله،وعبر عن معاناة أمتيه العربية والإسلامية.

وكان قد حصل على اللقب من صديقه سليمان بوجناح اذ اطلق عليه لقب مفدي بعد ان كان يوقع قصائده بلقب "ابن تومرت"

بدأ حياته التعليمية في "الكتاب" بمسقط رأسه فحصل على شيء من علوم الدين واللغة ثم رحل إلى تونس وأكمل دراسته بالمدرسة الخلدونية ثم الزيتونية وعاد بعد ذالك إلى الوطن وكانت له مشاركة فاعلة في الحركة الأدبية والسياسية ولما قامت الثورة انضم إليها بفكره وقلمه فكان شاعر الثورة الذي يردد أنشيدها وعضوا في جبهة التحرير مما جعل فرنسا تزج به في السجن
الذي فر منه فتنقل بين بلاد عربية عدة للتعريف بالثورة الى ان توفي في تونس.

انضم الشاعر مفدي زكريا إلى صفوف العمل السياسي والوطني منذ أوائل الثلاثينات فلقد كان مناضلاً نشيطاً وعمل أمينا عاما لحزب الشعب.

ومثلما هو شاعر فذ فقد تميز كصحفي اذ اصدر صحيفة باللغة العربية تحمل اسم "الشعب" الا انه لم يصدر منها الا عددين اذ قام الاحتلال الفرنسي بايقافها عن الصدور

سجنته فرنسا لما قام به من مقاومة الاحتلال عبر النشاط الأدبي والسياسي في كامل أوطان المغرب العربي.

وكان الفضل الكبير يعود الى اندماجه مع الشعب التونسي الشقيق الذي عاش بينهم ونهل من أدبه واطلع على ابداعات شعراء تونس وشارك في بعض الامسيات الشعرية ونشر قصائده فحصل على شهرة سبقت شهرته في بلده الاصلي الجزائر.

ولقد تطورت أدواته الابداعية كشاعر من خلال صقل الموهبة التي يمتلكها كشاعر عبر القراءة والممارسة اليومية للسياسة إضافة  إلى انضمامه لحركة الإصلاح التي تمثلها جمعية العلماء.

انخرط مفدي زكريا في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب الجزائري وكتب نشيد الحزب الرسمي "فداء الجزائر" اعتقل اكثر من مرة الى ان تم الإفراج عنه.

اشتهر مفدي زكريا بكتابة النشيد الرسمي الوطني "قسما"، إلى جانب ديوان اللهب المقدس، وإلياذة الجزائر توفي مفدي زكريا في الثاني في شهر رمضان من عام 1977م

صدر له ديوان شعر بعنوان "تحت ظلال الزيتون" في عام 1965م وديوان "اللهب المقدس" في عام 1973م اضافة الى "الياذة الجزائر" حيث قام بكتابة تاريخ وحضارة الجزائر عبر قصيدة طويلة
كتب مفدي زكريا النشيد الوطني بدمه على جدار السجن،وقام الفنان محمد فوزي بتلحينه بعد ان طلب بعض التعديلات
جزائر، يا مطلع المعجزات
ويا حجة الله في الكائنات
ويا بسمة الرب في أرضه ويا
وجهه الضاحك القسمات
ويا وجهه في سجل الخلود
تموج بها الصور الحالمات
ويا قصة بث فيها الوجود
معاني السمو بروع الحياة
ويا صفحة خط فيها البقاء
بنار ونور جهاد الأباة
ويا للبطولات تغزو الدنا
وتلهمها القيم الخالدات
ويا أسطورة رددتها القرون
فهاجت بأعماقنا الذكريات
ويا تربة تاه فيها الجلال
فتاهت بها القمم الشامخات
وألقى النهاية فيها الجمال
فهمنا بأسرارها الفاتنات
وأهوى على قدميها الزمان
فاهوى على قدميها الطغاة


وقد كتب النشيد الوطني الجزائري والنص هو:
1
قسما بالنازلات الماحقات
و الدماء الزاكيات الطاهرات
و البنود اللامعات الخافقات
في الجبال الشامخات الشاهقات
نحن ثرنا فحياة أو ممات
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
2
نحن جند في سبيل الحق ثرنا
و إلى استقلالنا بالحرب قمنا
لم يكن يصغى لنا لما نطقنا
فاتخذنا رنة البارود وزنا
و عزفنا نغمة الرشاش لحنا
وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
3
يا فرنسا قد مضى وقت العتاب
و طويناه كما يطوى الكتاب
يا فرنسا إن ذا يوم الحساب
فاستعدي وخذي منا الجواب
ان في ثورتنا فصل الخطاب
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
4
نحن من أبطالنا ندفع جندا
و على أشلائنا نصنع مجدا
و على أرواحنا نصعد خلدا
وعلى هاماتنا نرفع بندا
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...
5
صرخة الأوطان من ساح الفدا
فاسمعوها واستجيبوا للندا
و اكتبوها بدماء الشهدا
وأقرؤوها لبني الجيل غدا
قد مددنا لك يا مجد يدا
و عقدنا العزم أن تحيا الجزائر
فاشهدوا... فاشهدوا... فاشهدوا...



0 comments: