Wednesday 27 December 2017

موضوع وصور الرسامة مودي لويس





افتتنت برسم الطبيعة على بطاقات صغيرة
مودي لويس رسامة كندية تغلبت على إعاقتها وأبدعت
كانت مصرة على أن تجد السعادة في حياتها التعيسة
حرمت من ابنتها إلى أن رأتها وهي كبيرة فأثرت الابتعاد
رسالة من نائب الرئيس الأمريكي نيكسون لشراء لوحاتها
كتب فيصل العلي - كندا
تعتبر الرسامة الكندية مودي لويس أحدى أهم الفنانات التشكيليات الأكثر شهرة في كندا وأمريكا الشمالية كونها رسامة معاقة أصيبت بمرض التهاب المفاصل،ولم تجد له دواء يخفف عنها الآلام الا انها كانت مصرة على ان تمارس هوايتها الرسم على الرغم من ان المرض يشعرها بالالام المبرحة باستمرار اضافة الى الصعوبة في ان تمسك الفرشاة بيدها لكنها كانت تتحمل كي تمارس هوايتها بالرسم رغم انها لم تجد من يكترث لما ترسمه منذ طفولتها الى ان التفتت وسائل الاعلام لابداعاتها فباتت تحقق ارباحا مادية توازي الشهرة التي حصلت عليها.
ولدت مودي لويس في السابع من شهر مارس في عام 1903م وتوفيت في الثلاثين من شهر يوليو من عام 1970م في مدينة "نوفاسكوشيا" الكندية المطلة على المحيط الأطلسي.
وأهم ما تمتاز به لوحاتها أنها لوحات بسيطة تحمل في طياتها الكثير من الطفولة والبراءة الا انها كانت معبرة وصادقة كونها متفاعلة مع الطبيعة المحيطة حيث البحر والقوارب والأشجار والأبقار والقطط والخيول والقرى والناس وكل التفاصيل الصغيرة المحيطة بها منذ ان كانت طفلة ولم يكن هناك من يهتم برسمها بل اكثر ما كان يلفت النظر هو إعاقتها كما انها كانت تحب النوافذ وما تستطيع رؤيته من خلالها ولعل ذلك يفسر صغر حجم لوحاتها،وهي تحب رسم القطط كثيرا كما انها تحب رسم العناصر كما هي في الهواء الطلق حيث الطبيعة التي عشقتها كثيرا.
وبعد ان عانت الكثير في حياتها بدأ الاعلام يسلط الضوء على ابداعاتها فاكتسبت شهرة كبيرة دفعت بنائب الرئيس الامريكي نيكسون ليعرض شراء احدى لوحاتها فعلقت انها لن ترسل له اي لوحة ما لم يقوم بتحويل سعرها،بل ان شقيقها الذي انقطع عنها لعقود من الزمن زارها عارضا شراء لوحة فلم توافق الا بعد ان دفع ست دولارات سعرا لها وان كانت قد عرضت عليه كوب شاي لكنه رفض ولم يدخل منزلها المتواضع المتكون من غرفة واحدة والذي تحول الى متحف بعد ان تم ترميمه مع الحفاظ على مقتنياته هي وزوجها "ايفرت".
وهناك لوحة شهيرة لها لمجموعة من الصيادين وقد تم العثور عليها في متجر في مدينة هامبورج الألمانية بعد ان تم بيعها بسعر 45 دولارا في وقتها.
وتحملت الكثير اذ انها أنجبت طفلة فقالت لها عمتها انها طفلة معاقة مشوهة وانها توفيت بينما الواقع انهم قاموا ببيعها لانهم قرروا انها غير مؤهلة لتربية طفلتها لكنها بعد سنوات طويلة اعترفت لها عمتها بما فعلت وقام زوجها بالذهاب بها الى ابنتها التي تزوجت وهي غير معاقة فقررت ان تتركها لتعيش حياتها والا تفاجئها لتعكر حياتها لطالما قالوا لها ان امها توفيت الا ان ذلك الامر أثر في اعماقها وقد عبرت عنه في الكثير من اللوحات التي تفتقد فيها طفلتها،وكان زوجها لم يكترث بما ترسمه الى ان وجد ان هناك من يهتم بشراء لوحاتها فقرر الاهتمام بما تنتجه خاصة انه يعود عليهما بالمال وان كان قليلا.
 وعلى الرغم من ان حجم لوحاتها صغير جدا بحجم ثمانية بواقع عشرة بوصات،ومعظم لوحاتها يضمها متحف الفنون في "نوفاسكوشيا".
وبدأت شهرتها  الحقيقة كرسامة متميزة بين 1945 و 1950، حيث بدأ الناس في التوقف في منزل لويس وشراء لوحات لها  والتي كانت اسعارها تتراوح بين دولارين أو ثلاثة دولارات ثم بدأت اسعارها بالارتفاع تدريجيا مع ارتفاع نسبة شهرتها.

ولسوء الحظ، فقد حرمها التهاب المفاصل من إكمال العديد من طلبات اللوحات التي تلقتها من كندا وأمريكا الا انه تم بيع اثنين من لوحاتها بسعر وصل الى أكثر من ست عشرة ألف دولار وأخرى بسعر اثنين وعشرين الف دولار.

وفي عام 2016م تم انتاج فيلم سينمائي عن سيرة حياتها،وهو من اخراج "ايسلينغ والش" وبطولة الممثلة الانجليزية سالي هوكينز والممثل الامريكي ايثان هوك،وهو انتاج مشترك من كندا وايرلندا،وقد عرض الفيلم في مهرجان برلين السينمائي ثم في مهرجان دبي السينمائي وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا على مستوى المردود المادي والفني من قبل النقاد.
والفيلم من بطولة سالي هوكينز وايثان هوك حيث ابدعت هوكينز بدور مودي كما ابدع هوك في دور زوجها.

وكون المخرجة امرأة فانها تناولت أدق التفاصيل في الفيلم من حيث الحركة والايماءة ودرجة حدة الصوت اثناء الحوار اضافة الى الحوار بل انها عملت على تحسين اداء الممثلة سالي هوكينز بصورة كبيرة الى ان وصلت لحالة الرضا عن أداء رسامة معاقة تجد صعوبة قصوى في امساك الريشة والرسم بها.













0 comments: