Wednesday 27 December 2017

قطر والبعد الثقافي


سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر
قطر والبعد الثقافي

كتب فيصل العلي

لم تعد تقاس الدول بالبعد التاريخي الذي تمتلكه او من خلال مساحة البلد او عدد سكانه بل في القيمة الحضارية الذي تمتلكه الدولة،والدور الذي تلعبه في تقديم الرفاهية للشعب،وفي الدور الذي تلعبه في العديد من القضايا الدولية.
ولم تكن قطر الا دولة خليجية عادية الا انها ومنذ منتصف التسعينات باتت تترك بصمتها في كل نقطة تصل اليها في العالم،وهذا ما شهدته دولة قطر الشقيقة منذ أن تولى الحكم بها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ثم تنازل عن الحكم لابنه سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي أكمل مسيرة التشييد والارتقاء فبات المواطن القطري هو الاعلى دخلا في العالم اضافة الى التنمية الكبيرة التي حققتها قطر في شتى المجالات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واعلاميا ورياضيا.
ولا أريد الاطناب في ذكر مناقب دولة قطر في السنوات الاخيرة ولكن يمكن تناول بعض الامور مثل اطلاق قناة الجزيرة وتميزها اضافة الى الفوز بشرف تنظيم كأس العالم في عام 2022م،وهو أمر مشرف للدول الخليجية والعربية والاسلامية قبل ان يكون مشرفا لقطر شعبا وحكومة.

ولم يكن ذلك الامر خيارا سهلا لكنه جاء من خلال نظرة ثاقبة وقوة ارادة وتخطيط دقيق ومتابعة في التنفيذ الامر الذي جعل العالم يلتفت الى تلك الدولة المستلقية على ضفاف الخليج العربي.

ومثلما تم بناء المنازل للشعب القطري فقد تم بناء الجامعات والمستشفيات والفنادق كما تم تنظيم العديد من المؤتمرات الطبية والثقافية والفنية منها استمرار تنظيم مهرجان كاتارا في قطر.



2
"كاتارا" دفعت بقطر لتكون منارة ثقافية عالمية

"كتارا" (Catara) هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية
ورش  عمل للرسم والتصوير والمسرح والرواية
كتب فيصل العلي
حققت دولة قطر الشقيقة قفزات كبيرة وسريعة مقارنة بتاريخ الدول المحيطة بها بل انها تفوقت على الكثير من دول المنطقة في شتى المجالات وبشكل متسارع سواء على مستوى البنية التحتية وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية اضافة الى البنية التحتية والنهوض بالانسان القطري ليشارك في بناء بلده في شتى المجالات.
وهناك مهرجانات كثيرة تنظمها دولة قطر ومنها مهرجان كاتارا الذي أصبح مشهورا ليس في قطر فقط بل في منطقة الخليج العربي وبسبب توافر وسائل الاعلام المتعددة من قنوات فضائية وصحف اضافة الى وسائل الاتصال الحديثة فقد بات ينتشر بين الاجانب الذي يزورون قطر او يعملون بها ويحضرون بعض فعاليات المهرجان فيتحدثون لذويهم في بلدانهم عن فعاليات المهرجان.

الحي الثقافي:
ويعتبر الحي الثقافي مشروع استثنائي يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية، وقد تحقق هذا المشروع بفضل رؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد  بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حينها، وإيمانه القوي وقيادته الحكيمة.
وفي خضمّ قيام ثقافة عالمية جديدة بشكل متسارع، ومبيّنة أهمية التنوّع في التطور الإنساني، يأتي الحي الثقافي كتارا كأحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، حيث أنها مكان يزورها الجمهور للتعرّف على ثقافات العالم، عبر مسارحها الرائعة وقاعات الاحتفالات الموسيقية، وقاعات العرض ومرافق اخرى متطوّرة، وبذلك تهدف كتارا إلى الريادة في مجال النشاطات الثقافية المتعددة.
وفي سياق الأهداف التي تمّ التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030، فإنّ كتارا تقوم مقام الوصي على تراث وتقاليد قطر، وتسعى للتوعية عن أهمية كل ثقافة وحضارة، حيث تستضيف كتارا المهرجانات وورش أعمال والمعارض والفعاليات على المستوى العالمي، الإقليمي والمحلي.

فكرة كتارا:
نشأت فكرة كتارا من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض.
ويكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكّن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطّي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية.
لتكون كتارا هي ملتقى يمزج بين جمال الماضي بإشراقة المستقبل.
معنى "كتارا":
"كتارا" (Catara) هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150م والتي صدرت عام 882 هـ-1477 م، وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حدّدت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حدّدت موقع قطر الجغرافي تحت اسم كتارا Catara جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا.
أما اسم "كتارا" (Katara)، فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وفي خريطة فرنسية للساحل شبه الجزيرة العربيةوللبحر والخليج، حيث كُتب اسم كتارا على شكل Katara بدلاً من Catara واستخدمت هذه التسمية من قبل الجغرافيين منذ صدور خريطة بطليموس عام 150 وحتى عام 1738 م.
ولا شك أن تتبع مصدر وتتطور كلمة "قطر" خلال التاريخ هو في الوقت نفسه مفيد ومثير للاهتمام، نظراً لثروة قطر الثقافية والتعليمية، حيث يلعب هذا الثراء الثقافي دوراً مهماً في بناء المجتمع القطري، فالأسس القوية للهوية القطرية وقيمها نابعة من تعلق المواطن بجذوره القديمة، ومسايرته للحداثة، ومواكبة التكنولوجيا.
أما رسالة كتارا، فتتركز بشكل رئيس على دعم التراث الثقافي ونشر التوعية وإعادة صياغة المشهد الثقافي العربي من خلال إعادة تكوين أفراد عرب وقطريين، ودعم مواهبهم، وإطلاق حوار حقيقي يساهم في تقوية التعايش الثقافي على مستوى العالم.
وفي هذا الإطار، ارتأت مؤسسة كتارا أن تعيد إحياء اسم قطر القديم دعماً للروابط التي تجمع الإنسان بجذوره التاريخية، وتكريماً لموقع قطر الهام والمتميز منذ فجر التاريخ.

ويضم المهرجان انشطة كثيرة تشمل الرواية والتصوير والرسم والمسرح الامر الذي يضمن استمرار صقل المواهب وتنافسها تنافسا بريئا يتيح الفرصة لاكتشاف المواهب في شتى عناصر الثقافة بمفهومها الواسع.

وتسعى دولة قطر الشقيقة عبر كتارا للانطلاق نحو الريادة العالمية في الانشطة الثقافية المتعددة،ومنها المساهمة فى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، حيث نبذل كل جهد لرعاية التطوّر الإجتماعي عبر الفنّ والتبادل الثقافي، ونطمح لبناء مجتمع من أفراد مبدعين ومبتكرين الذين على وعي بما حولهم وعلى إطلاع بالثقافات العالمية.

الغاية والقيم:
تعتبر "كتارا" مكاناً يتعرّف ​فيه الناس على الثقافات لتعزيز الفهم والسلام.
وفي عالم يشهد تطوراً مستمراً، نهدف إلى توفير منصّة ليجتمع عليها الناس من أنحاء العالم ويشاركون بثقافتهم المفعمة بالحيوية، وتقبّل الاختلافات التي تجعل من عالمنا فريداً من نوعه، واكتشاف نقاط التشابه التي توحّد الناس بغض النظر عن أصولهم.
التعليق العام
ان الدور الذي تلعبه دولة قطر في الثقافة المعاصرة لا يمكن تجاهله سواء عبر المؤسسات الاعلامية التي تميزت عربيا وعالميا او عبر المؤسسات الثقافية او عبر المؤتمرات والمهرجانات التي تنظمها قطر ومنها مهرجان كتارا الذي بات يتطور في كل عام الامر الذي يعكس مدى تطور ورقي المجتمع القطري،والاثر الذي بات بارزا لدولة قطر في شتى مجالات المعرفة والثقافة.
وفي الختام ندعوا الله أن تستمر سلسلة التنمية والابداع لدولة قطر وللشعب القطري،وأن تعود العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي لاننا ننظر الى ان دول الخليج العربي أسرة واحدة تعيش في منزل واحد يتكون من ست غرف.






0 comments: